أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل صوتي وقف إطلاق النار من طرف واحد يوم عرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك. وقد أعلن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع شرقي الخرطوم، بعدما استولت قوات الدعم على مقرّ رئاسة قوات الاحتياطي المركزي هناك.

وقد اتسعت رقعة المعارك بشكل لافت، إذ هاجمت الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو لأول مرة مواقع للجيش السوداني في ولاية النيل الأزرق، في حين دعا الاتحاد الأفريقي لوقف فوري لإطلاق النار.

وكشف حميدتي في تسجيله الصوتي مساء الاثنين عن تشكيل جنة لمحاسبة من يشتبه بارتكابه انتهاكات من عناصر الدعم، مؤكدا رفضه لأي انتهاكات بحق المدنيين.

ولم يتفق الجيش و”الدعم السريع” على هدنة جديدة تشمل أيام عيد الأضحى، وذلك منذ انتهاء آخر هدنة صباح الأربعاء الماضي. ولم تمنع الهدن المتتالية من خرقها من قبل طرفي الصراع.

جاء ذلك في خضم تصاعد المواجهات المسلحة، حيث تجددت الاشتباكات صباح الاثنين في مناطق بالعاصمة السودانية، وتزامنت مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوداني قصف بالطائرات الحربية مواقع الدعم السريع بمنطقة شرق النيل شرقي الخرطوم وجنوب أم درمان.

وفي سياق متصل، أقرّ الجيش السوداني باستيلاء قوات الدعم السريع على مقرّ قوات الاحتياطي المركزي (شرطة) جنوبي الخرطوم، بعد مهاجمته طوال 3 أيام متواصلة.

وقوات الاحتياطي المركزي جيدة التدريب، واستطاعت في المدة الماضية التصدي لقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة.

وأضاف البيان أن اقتحام قوات الدعم السريع للمقر يعدّ مخالفا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية.

كما قال الجيش السوداني إن “ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصارا عسكريا لمليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات، بقدر ما هو هزيمة أخلاقية وتعدٍّ سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين يستوجب الإدانة والاستهجان”، وفق تعبير البيان.

خط دفاعي متقدم

ووفق مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم، فإن منطقة مقرّ الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأن المقرّ يمثل خطا دفاعيا متقدما للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأنه يشكل خطا دفاعيا للجيش، إذ يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.

من جانبه، قال مصدر رفيع في الجيش السوداني -للجزيرة- إن القوات التي كانت موجودة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس، مضيفا أن أكثر من 250 من عناصر الدعم السريع قتلوا في الاشتباكات التي دارت حول المقر.

وما زال الجيش و”الدعم السريع” يتبادلان اتهامات ببدء القتال أولا، ثم ارتكاب خروق خلال اشتباكاتهما المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.

اشتباكات في النيل الأزرق

وفي تطور لافت، قال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق ومكتب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار للجزيرة إن قوات “الحركة الشعبية-شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك، وذلك لأول مرة في هذه الولاية.

وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق بالولاية.

يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقّعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وتعدّ المواجهات في ولاية النيل الأزرق هي الأولى من نوعها في الولاية منذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

موقف أفريقي

وفي أول تعليق من الاتحاد الأفريقي على خارطة طريق منظمة “إيغاد” لحل النزاع في السودان، أعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد تأييده بالكامل خطةَ إيغاد بشأن النزاع في السودان.

وأثنى المجلس على الجهود التي تقوم بها إيغاد، مؤكدا مطالبته بتجريد العاصمة الخرطوم من السلاح فورا، وبوقف غير مشروط للأعمال العدائية.

كما حذر من سماهم “منتهكي القوانين الدولية لحقوق الإنسان” في السودان، من أنهم سيحاسبون على أفعالهم.

وأكد مجلس الأمن الأفريقي أن العملية السياسية هي النهج الوحيد للتوصل إلى حل دائم في السودان.

ويتعارض موقف مجلس السلم والأمن مع الموقف الرسمي السوداني الذي عبّر عنه في وقت سابق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة، والذي وصف مبادرة إيغاد بأنها مبادرة احتلال.

ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان الماضي، قُتل نحو 3 آلاف شخص وأصيب آلاف آخرون، في حين نزح مئات الآلاف إلى أماكن أكثر أمنا داخل السودان وفي بعض دول الجوار.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.