من بين ركام البيوت التي دمرها الاحتلال في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، خرجت الأسيرة آغام بيرغر، التي جرى تسليمها خلال الدفعة الثالثة من عملية التبادل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وشهدت عملية التسليم هذه المرة عددا من المظاهر التي بعثت المقاومة من خلالها بعديد من الرسائل إلى الجانب الإسرائيلي، حيث حضرت خريطة فلسطين وعلمها بقوة في المشهد.

ورغم حالة الدمار الكبيرة والغياب الكامل لمقومات الحياة، إلا أن مئات الفلسطينيين قد توافدوا لحضور عملية التسليم التي جرت في ساحة الرزان وسط مخيم جباليا.

ووفقا لمراسل الجزير أنس الشريف، فقد كانت هذه الساحة مسرحا لمعارك ضارية خاضتها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال التي حاولت تهجير السكان والاستيلاء على جباليا ضمن ما عرف بخطة الجنرالات التي تمت خلال الـ100 يوم الأخيرة من الحرب.

أول عملية تسليم بعد العودة

وهذه هي أول عملية تبادل أسرى تجري بعد بدء عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، وقد شهدت انتشارا كبيرا ولافتا لمقاتلي المقاومة الذين حمل بعضهم أسلحة تافور الإسرائيلية التي غنموها خلال معركة طوفان الأقصى.

وفي ساحة الرزان، نصبت المقاومة منصة للتسليم  تماما كما فعلت مع عملية التسليم الثانية، ووضعت عليها يافطة كبيرة تتضمن عبارات بالعبرية تتحدث عن الوحدات والأولية الإسرائيلية التي قاتلت في مخيم جباليا شمالي القطاع.

ومن بين العبارات التي كتبتها المقاومة: المقاومة هزمت غفعاتي، في إشارة إلى لواء غفعاتي النخبوي الذي فقد عشرات من جنوده وبعض قادته خلال معارك جباليا.

كما وضعت المقاومة كلمة “كفير” وذلك في إشارة أيضا إلى لواء كفير النخبوي الذي تلقى ضربات موجعة في جباليا، كما قال مراسل الجزيرة إلياس كرام.

وأشار كرام إلى أن السيارات البيضاء التي تستخدمها المقاومة تثير صدمة داخل إسرائيل لأنها هي التي اقتحمت غلاف غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعلى منصة التسليم، كان علم وخريطة فلسطين موضوعين دون وضع أي من أعلام فصائل المقاومة، ومعهما كانت هناك بندقية إسرائيلية نوعية لم يسبق للمقاومة الكشف عنها من قبل، وهو ما أرادت من خلاله إيصال رسالة بعينها، كما قال مراسل الجزيرة أنس الشريف.

ووضعت المقاومة أيضا علما كبيرا لدولة فلسطين فوق البناية الكبيرة المدمرة التي خرجت منها بيرغر وبيدها شهادة تقدير تحمل شعار المقاومة.

وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن وجود علم وخارطة فلسطين فقط يعني أن ما يحدث حاليا هو عملية تبادل دولتين وليس بين دولة احتلال وجماعات مقاومة.

تسليم أمام منزل السنوار

وسيجري تسليم الأسيرين أرييل يهود وغادي موزيس من أمام المنزل المدمر لزعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار في خان يونس جنوب القطاع.

كما نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية أن المقاومة ستفرج عن أحد الأسرى المشمولين في هذه الدفعة من منطقة في جباليا التي شهدت مقتل وإصابة عدد من كبير من الجنود خلال الحرب.

وبدأت عناصر المقاومة الانتشار في الأماكن التي ستجري فيها عملية التسليم، وأقامت منصة للتسليم على غرار المرة الماضية.

ونقلت الجزيرة صورا تظهر هبوط مروحية إسرائيلية في منطقة ريعيم بغلاف غزة قبيل عملية التسليم التي قالت هيئة البث الإسرائيلية إنها ستتم على 3 مراحل.

الدفعة الثالثة

ومن المخطط أن تفرج سلطات الاحتلال اليوم الخميس عن 110 أسرى مقابل إفراج حركة حماس عن 3 أسرى إسرائيليين في إطار الدفعة الثالثة من التبادل في المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ووفق ما تسلمته حركة حماس، تضم قائمة المُفرج عنهم اليوم من سجون الاحتلال 32 محكوما بالمؤبد، و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلا.

وسيطلق سراح 66 أسيرا وينقلون إلى الضفة من بينهم زكريا الزبيدي أحد الستة الذين تحرروا في “نفق الحرية” من سجن جلبوع، كما سيحرر 14 أسيرا مقدسيا سينقلون إلى القدس، و9 أسرى سيرحّلون إلى غزة، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطينيين.

وذكر المصدر ذاته أن عدد الأسرى الذين سيبعدون إلى خارج فلسطين عبر مصر من ذوي الأحكام المؤبدة يبلغ 21 أسيرا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.