أوقفت سلطات شرق ليبيا، صباح اليوم الجمعة، “قافلة الصمود” المتجهة إلى مصر دعمًا لغزة، عند مدخل مدينة سرت، ومنعتها من مواصلة السير، وفقا للقائمين على القافلة.

وقال وائل نوار، وهو من المنظمين للقافلة في مقطع فيديو نشره عبر موقع فيسبوك اليوم “تم منع القافلة من المرور عند مدخل مدينة سرت وتم تعليل ذلك بالتعليمات، وإلى حد الآن لا نعرف هل سنمر أم لا”.

وأشار نوار إلى تضارب في المعلومات التي يتلقونها من الجهات الأمنية التي يتواصلون معها للحصول على إذن بمواصلة المسير في الشرق الليبي، وقال “هناك من يقولون ساعات وتمرون، وهناك من يقول، إن مصر رافضة وعليه لن تمروا”.

وأضاف “ليست لدينا معلومة واضحة وثابتة بهذا الخصوص، وننتظر التوضيحات من الجانب الأمني المعترض على المرور”.

وأكد أن الجهات الأمنية في الشرق الليبي طلبت منهم قائمة بأسماء وجوازات المشاركين في القافلة، مؤكدا أن القافلة وفرت هذه المعلومة للجهات الأمنية، ولا تزال تنتظر الرد.

وقال نوار “بالنسبة لنا، منذ انطلقنا من تونس، لن نعود إلى الوراء، كل خطوة في اتجاه غزة هي خطوة ثابتة ولن نتراجع عنها”.

وأضاف “نحن نريد أن تكون وقفتنا هذه في معبر رفح، أمام الكيان الصهيوني، وأن يحاصرنا الكيان الصهيوني، وأن نضغط من أجل كسر الحصار على غزة، ولا نريد أن تكون هذه الوقفة في ليبيا أو مصر أو أي أرض عربية لأن هذا وطننا”.

وأشار نوار إلى أن سلطات شرق ليبيا قطعت عنهم الإنترنت، وقال “لقد قطعوا عنا الإنترنت، وقطعوا عنا التغطية، وهناك تشويش، لذلك لا يستطيع صغاركم ورجالكم ونساؤكم وأولادكم الاتصال بكم”.

ووجه وائل نوّار نداء إلى الليبيين بتوفير المياه للمشاركين في القافلة نظرا للحرارة المرتفعة في المنطقة.

مناشدات

وكانت تنسيقية العمل المشترك من أجل غزة قالت في بيان -مساء أمس الخميس- إن “قوات الأمن والجيش بسلطات شرق ليبيا أوقفت القافلة عند مدخل مدينة سرت، وعلل المسؤولون الأمنيون ذلك بضرورة انتظار الحصول على تعليمات بالموافقة من بنغازي من أجل المرور”.

وأمام هذا التطور، قررت هيئة تسيير القافلة التوقف على جانب الطريق والتخييم على مشارف سرت إلى حين اتضاح الموقف، وفق البيان الذي طمأن أهالي المشاركين في القافلة بأن جميع أفرادها بخير.

ودعت القافلة سلطات بنغازي إلى “تجسيد موقفها المرحب بالمبادرة، كما ورد في بيان وزارة الخارجية الليبية عشية أمس”، مؤكدة أن “الشعب الليبي لا يفرّق بين شرق وغرب في احتضانه مبادرات دعم غزة”.

كما ناشدت التنسيقية جميع الأطراف المعنية التدخل لتسهيل مهمة القافلة، التي أكدت أنها شعبية وسلمية، وذات رسالة نبيلة تهدف إلى كسر الحصار والتجويع والإبادة التي يتعرض لها أهل غزة.

ووصلت “قافلة الصمود” إلى مشارف مدينة سرت أمس الخميس، واضطر مئات المشاركين فيها للتخييم هناك في انتظار الإذن لهم بالمواصلة نحو الحدود المصرية.

خلافات

وأشارت مصادر محلية إلى وجود خلافات داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية بشرق ليبيا تعرقل تقدم القافلة، إذ تعارض قوة عسكرية ذات توجهات سلفية متشددة مرورها، في حين تسعى قوة أمنية أخرى إلى منع الشبان الليبيين المرافقين فقط، خشية وقوع احتكاكات مع تشكيلات مسلحة موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر على الطريق المؤدي إلى بنغازي.

وقال مراسل الجزيرة، إن الأمر لا يزال ضبابيا، مشيرا إلى أن مصادر في مصراتة أكدت أن هناك مساعيَ للسماح للقافلة بالمرور.

وكان السماح المبدئي بمرور القافلة قد تم باتفاق بين صدام حفتر (نجل اللواء حفتر) وأحد القادة العسكريين من مصراتة، غير أن مصادر رجحت وجود أجنحة أخرى داخل معسكر حفتر تسعى إلى تعطيل الاتفاق.

وكانت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين قالت -في تدوينة عبر صفحتها على موقع فيسبوك- إن المجلس البلدي لمصراتة واللجنة العليا لحملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني وجّها نداء إلى أهالي مدينة مصراتة بالمشاركة في الاستقبال الشعبي لقافلة الصمود المتجهة إلى كسر الحصار عن غـزة، دعما لصمود الشعب الفلسـطيني ونصرة لقضيته العادلة.

وتضم القافلة التي انطلقت من تونس يوم الاثنين الماضي، مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا، وتحاول عبور الشرق الليبي للوصول إلى معبر رفح.

وتتكون “الصمود” من 20 حافلة وزهاء 350 سيارة، ضمن تحرك شعبي تضامني لدعم نحو 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً