استقبل مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة 50 طالبًا وطالبةً من الناطقين بغير العربيَّة؛ إيذانًا ببدء الدراسة في النُّسخة الثَّانية من برنامج “الانغماس اللُّغوي”، الذي يُعقد في مقر المجمع بالرياض، بمشاركة متعلمين من 20 جنسية مختلفة، في برنامجين يكملان البرامج الأربعة السابقة.

ويهدف البرنامج إلى تطوير مهارات المشاركين في اللُّغة العربيَّة لأغراض سياحيَّة وثقافيَّة خاصَّة؛ عن طريق خوض تجربة تعليميَّة لغوية متكاملة تعتمد على الاندماج في المجتمع السعوديّ والتفاعل المباشر مع بيئته اللُّغويَّة في توافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشريَّة، وتوجهات المجمع وأهدافه الإستراتيجيَّة.

ويأتي هذا الاستقبال بعد عملية اختيار دقيقة اجتاز فيها المشاركون مراحل القبول المحددة، واستوفوا المعايير اللازمة للالتحاق بالبرنامج الذي يُعدّ أحد المبادرات النوعيَّة للمجمع في تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها، من خلال تجربة لُغويَّة وثقافيَّة مكثَّفة.

ويستمر هذا البرنامج مدة ثمانية أسابيع؛ حيث سيتلقَّى الطلاب دروسهم وفق منهج أكاديمي متقدِّم، إلى جانب مشاركتهم في أنشطة ثقافيَّة وتفاعليَّة تُسهم في تعزيز تعلمهم للُّغة العربيَّة في بيئتها الطبيعيَّة.

ومع انطلاق الدراسة، وُزِّع الطلاب على مسارين رئيسين، الأول “المسار السياحي”، ويضمُّ 25 مشاركًا، ويستهدف السياح والزائرين غير الناطقين بالعربيَّة؛ إذ سيخوضون تجربة لُغويَّة تتيح لهم تعرُّف الثقافة السعوديَّة عن قرب؛ عن طريق زيارات ميدانيَّة، وتدريبات عمليَّة تُساعدهم على استخدام اللُّغة في مواقف حقيقيَّة مع التدرب على اللهجة المحليَّة.

فيما يضمُّ “المسار الثقافي” 50 مشاركًا من طلاب الجامعات ومراكز تعليم اللُّغة العالميَّة، ويركّز على تعليم اللُّغة العربيَّة في بيئة تعليميَّة متكاملة تُتيح للمتعلمين التفاعل باللُّغة العربيَّة تفاعلًا كاملًا؛ سعيًا إلى رفع كفايتهم اللُّغويَّة وتعزيز مهاراتهم في التواصل الفعليّ.

ويستهدف متعلمي اللُّغة العربيَّة لغة ثانية في الجامعات ومراكز التعليم العالميَّة، لا سيَّما الجامعات ذوات الحضور العالميّ المنتمية إلى دول ذات أولويَّة إستراتيجيَّة، إضافة إلى الباحثين والإعلاميين وغيرهم من المهتمين بتعلم العربيَّة.

ويأتي إطلاق النُسخة الثانية من البرنامج، بعد النجاح الذي حققته النُسخة الأولى التي أُقيمت بمدينة جدة في عام 2023م، ونفذت عبر أربعة برامج؛ إذ بلغ عدد الملتحقين بالمسارين أكثر من 100 متعلمٍ ومتعلمةٍ ينتمون إلى 34 دولةً، ويُمثل جزءًا من الجهود العالميَّة الرائدة للمجمع في تعزيز تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها على وجهٍ يتيح للمتعلِّمين تجربة الانغماس المُباشر في اللُّغة وممارستها ضمن سياقَيها المحليّ والثقافيّ.

ويرتكز تدريس البرنامج على مقرر “العربيَّة الثقافيَّة” و “العربيَّة السياحيَّة” اللذين يعتمدان على الإطار الأوروبي المرجعيّ الموحد للُّغات (CEFR)، ويعادل المستوى (B1)؛ وهو مايُمكِّن المشاركين من تقديم أفكارهم والتواصل بفعالية باللُّغة العربيَّة في السياقات المختلفة، كما يعتمد المجمع في تدريس المقرر على المنهج التواصليّ الذي يُدمج فيه تعليم القواعد والنحو ضمن الأنشطة المهاريَّة والتفاعليَّة عن طريق العمل الجماعيّ والثنائيّ، والمواد السمعيَّة والبصريَّة والمقروءة.

وعلى مدار ثمانية أسابيع، سيخوض الطلاب تجربة متكاملة تجمع بين الدراسة الصفيَّة والأنشطة الثقافيَّة؛ إذ تشمل الخطة الأسبوعيَّة رحلات ثقافيَّة وسياحيَّة، وتجربة استضافة لدى الأسر السعوديَّة. وسيشارك الطلاب في فعاليَّات وطنيَّة، مثل: يوم التأسيس، ويوم العلم، واليوم الوطني السعودي؛ لممارسة اللُّغة في سياقاتها الطبيعيَّة.

وتُقدَّم الدروس حضوريًّا في الفترة الصباحيَّة على مدار خمسة أيام أسبوعيًّا، بمعدل أربع ساعات يوميًّا، في حين تُخصّص عطلات نهاية الأسبوع للأنشطة الثقافيَّة والاجتماعيَّة التي تشمل رحلات سياحيَّة، وتفاعلًا مباشرًا مع المجتمع المحليّ.

الجدير بالذكر أنَّ المجمع يسعى -من خلال برنامج “الانغماس اللغوي” – إلى تحقيق الريادة العالميَّة في مجال تعليم اللُّغة العربيَّة، وإعلاء مكانتها، إضافةً إلى إبراز مبادراته وبرامجه ومشروعاته اللُّغويَّة المتنوعة، وتعزيز رسالته في تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها؛ للمحافظة على سلامتها وهُويَّتها اللُّغويَّة، ودعمها نطقًا وكتابةً، وتيسير تعليمها وتعلُّمها داخل المملكة العربيَّة السعوديَّة وخارجها.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.