أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أفغانستان أن حكومة حركة طالبان أمرت بإغلاق مراكز التجميل في غضون شهر، في خطوة جديدة من قبل الحركة التي سبق أن فرضت قيودا على هذا النوع من النشاط.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة محمد صادق عاكف، اليوم الثلاثاء، في إشارة إلى إشعار الوزارة، “آخر موعد لإغلاق صالونات التجميل للنساء هو شهر”.
يذكر أن مراكز التجميل ظهرت في العاصمة الأفغانية كابل ومدن أفغانية أخرى في الأشهر التي تلت الإطاحة بحكومة طالبان الأولى من السلطة في أواخر عام 2001، بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، حيث فتحت مئات الصالونات الخاصة بتجميل العرائس في العاصمة كابل وحدها، واستثمر الأفغان مبالغ مالية ضخمة في هذا القطاع.
ومع قدوم حركة طالبان مرة أخرى وسيطرتها على السلطة في منتصف شهر أغسطس/آب عام 2021، تأثر هذا القطاع بشكل كبير، وأصبح على وشك الانهيار، بسبب الركود الاقتصادي وتردّي الوضع المعيشي، حيث انشغل الناس بتأمين لقمة عيشهم، وأصبح التجميل أمرا ثانويا ورفاهية تتناقض مع تدنّي الأوضاع المعيشية.
وقبل الإعلان عن صدور قرار إغلاق صالونات التجميل فرضت طالبان قيودا عليها وأزالت كل الصور التي تحتوي على اللون الأبيض، لأن اللون الأبيض مع صور النساء يعدّ إهانة لعلم طالبان الأبيض كما يرى عناصر الحركة، كما أزالوا صور النساء وطمسوها باللون الأسود.
وأغلقت سلطات طالبان العام الماضي معظم المدارس العليا للفتيات، ومنعت النساء من الالتحاق بالجامعة، ومنعت كثيرات من موظفات الإغاثة الأفغانيات من العمل، وأُغلق دون النساء أبواب كثير من الأماكن العامة ومنها الحمامات وصالات الألعاب الرياضية والمتنزهات.
ودانت حكومات أجنبية ومسؤولون من الأمم المتحدة ما يعدّونه قيودا متزايدة على النساء منذ عودة طالبان إلى السلطة عام 2021 بعد هزيمة حكومة مدعومة من الولايات المتحدة وانسحاب القوات الأجنبية.
وأشارت الحكومات الغربية والمنظمات الدولية إلى أن القيود المفروضة على النساء تعرقل أي تقدم محتمل نحو الاعتراف الدولي بحكومة طالبان التي تقول إنها تحترم حقوق المرأة وفقا لتفسيرها للشريعة الإسلامية والأعراف الأفغانية.