قالت القيادة الوسطى الأميركية إنها تواصل عملياتها ضد جماعة الحوثي في اليمن، فيما أعلنت الجماعة استهداف حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وبثت القيادة الوسطى الأميركية فيديو يظهر إقلاع مقاتلات أميركية من إحدى حاملات الطائرات لشن هجمات ضد مواقع تابعة لجماعة أنصار الله في اليمن.
عبر الخريطة التفاعلية.. ما تفاصيل الغارات التي شنتها القوات الأمريكية على العاصمة اليمنية #صنعاء؟#الأخبار pic.twitter.com/hzfUStAqjr
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 16, 2025
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله بأن غارتين أميركيتين استهدفتا فجر اليوم الاثنين محلجا للقطن بمديرية زبيد بالحُديدة غربي اليمن، كما استهدفت بغارة أخرى المجمع الحكومي في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، شمال شرقي اليمن.
في المقابل، قال المتحدث باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع، إن قواتهم استهدفت حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وجدد المتحدث التزام الجماعة بمنع ملاحة السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.
لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن المقاتلات الأميركية اعترضت مسيّرات الحوثيين بينما سقط صاروخ بعيدا عن حاملة الطائرات “هاري ترومان”.
وأعلن الحوثيون، في وقت سابق الأحد، استهداف حاملة طائرات أميركية وقطع حربية تابعة لها بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، غداة ضربات جوية أميركية على اليمن.
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” وعدد من القطع التابعة لها للمرة الثانية خلال “24 ساعة” ردا على العدوان الأمريكي على بلدنا – 17 مارس 2025م
pic.twitter.com/diqPOFKcjR— العميد يحيى سريع (@army21ye) March 17, 2025
في غضون ذلك، طالبت الأمم المتحدة واشنطن والحوثيين بوقف التصعيد “الذي يهدد بمفاقمة التوترات الإقليمية”. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش في بيان “ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية”.
وأضاف أن “أي تصعيد إضافي قد يفاقم التوترات الإقليمية، ويؤجج دورات الانتقام التي قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتشكل مخاطر جدية على الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد”.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، إن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين الرئيسيين، وحذر إيران قائلا إن “الكيل قد طفح”.
الحوثي يتوعد
وتوعد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي باستهداف السفن الحربية الأميركية في المنطقة، محذرا من أن استمرار العدوان الأميركي على اليمن سيجعل القوات الأميركية في مرمى نيران جماعته.
وفي كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، قال الحوثي إن قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية يهدف إلى الضغط على تل أبيب لإنهاء حصار قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأكد أن واشنطن تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة بالتعاون مع إسرائيل، معتبرا أن الموقف الأميركي يعكس انحيازا مطلقا لصالح الاحتلال.
وأشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل “إبادة جماعية” تتطلب تحركا إقليميا ودوليا عاجلا لوقفها، منتقدا غياب أي “مواقف جادة” من الدول العربية والإسلامية.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت الحوثيين بـ”جحيم” وحثّ إيران على وقف دعم المتمردين الذين نفذوا سلسلة من الهجمات على سفن تجارية قبالة سواحل اليمن في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
حصيلة القتلى
وارتفعت حصيلة الغارات الأميركية إلى 53 قتيلا بينهم 5 أطفال، بحسب حصيلة جديدة ونهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين أمس الأحد.
وقال المتحدث باسم الوزارة أنيس الأصبحي، في منشور على منصة إكس، “حصيلة نهائية لمجازر العدو الأميركي بحق المدنيين في 15 مارس/آذار، 151 ما بين شهيد وجريح (…) عدد الشهداء 53 شهيدا بينهم 5 أطفال وامرأتان. عدد الجرحى 98 جريحا بينهم 9 أطفال و9 نساء”.
وباشر الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تصل إليه بصواريخ ومسيّرات، في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق.
كذلك شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب (وسط)، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الجماعة هجماتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.