أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن وزير الدفاع يوآف غالانت عقد جلسة بديلة لبحث صفقة التبادل، وبينما قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن صفقة إعادة المحتجزين تستحق الثمن، يتوقع أن يصل الوفد الإسرائيلي لمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في غزة إلى قطر الاثنين القادم.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن عقد غالانت جلسة بديلة جاء بعد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد المجلس الوزاري المصغر.

وأضافت أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع شارك في الجلسة التي عقدها غالانت بشأن صفقة الأسرى.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية انطباعهم بأن نتنياهو يحاول تأخير القرارات الصعبة.

بدورها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في فريق التفاوض الإسرائيلي أن نتنياهو يضيّع الوقت.

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن صفقة إعادة المحتجزين تستحق الثمن، “وستحظى بكامل دعمنا، ولا نصر دون عودتهم”.

وجاء تصريحات لبيد خلال مشاركته في مظاهرة في تل أبيب، تدعو لإعادة الأسرى.

في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن على نتنياهو أن يأمر الوفد الخاص بالمفاوضات بالبقاء في إسرائيل، وأن يدخل الجيش إلى رفح فورا، وأن يكثف الضغط العسكري حتى يتم القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف سموتريتش -على حسابه بمنصة إكس- أنه عارض ذهاب الوفد إلى باريس وقطر في المرة الماضية، وثبت أنه كان على حق.

واعتبر الوزير -المنتمي لتيار الصهيونية الدينية- أن موقف حماس غير الواقعي يظهر أن مناصري الصفقة في إسرائيل ​قد ضلوا طريقهم، وأن “سلوكهم هذا لا يزيد (زعيم حركة حماس في غزة يحيى) السنوار إلا صعودا على الشجرة ويجعل عودة المختطفين أبعد”.

وفد إسرائيلي إلى قطر

وعلى صعيد متصل، يغادر الوفد الإسرائيلي لمفاوضات تبادل الأسرى مع حماس ووقف إطلاق النار في غزة إلى قطر يوم الاثنين القادم، وفقما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم السبت.

وقالت الهيئة إن مجلس الحرب الإسرائيلي لن يجتمع الليلة (السبت)، وبالتالي من غير المتوقع أن يغادر الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى قطر قبل الاثنين.

ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي في الحكومة لم تسمه قوله “لا توجد خطة لعقد اجتماع مجلس الحرب الليلة، سيتم عقده مساء (غد) الأحد”.

وأشارت الهيئة إلى أنه بناء على موعد اجتماع مجلس الحرب فلن يغادر الوفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة قبل يوم الاثنين.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر قوله إن محادثات برنيع ستركز على الفجوات المتبقية بين حماس وإسرائيل في المفاوضات بما يشمل عدد الفلسطينيين الذين قد يتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين، إلى جانب المساعدات الإنسانية لغزة.

في هذه الأثناء، قالت مراسلة الجزيرة إن أهالي الأسرى الإسرائيليين يشعلون حرائق أمام وزارة الدفاع، ويهددون بإحراق الدولة إن تطلب الأمر.

وأفادت المراسلة بأن عشرات آلاف الإسرائيليين تظاهروا الليلة في أكثر من 40 موقعا، مطالبين بإجراء انتخابات فورية، وبإبرام صفقة تبادل للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

من جهتها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن المتظاهرين ضد حكومة نتنياهو أغلقوا شارع إيالون الرئيسي في تل أبيب.

وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنهم يريدون استعادة جميع أبنائهم على قيد الحياة فورا ولا يريدونهم في توابيت، مشيرين إلى أن الحكومة لا تكترث لحياة المحتجزين وتستمر في العملية البرية بغزة.

وأضافت عائلات الأسرى أن نتنياهو يحاول المماطلة والاهتمام بمصالحه، في حين أن وقت المحتجزين ينفد. وأكدوا أن “النصر لن يكون بالقضاء على حركة حماس، بل بإعادة جميع المختطفين”.

تفاؤل أميركي

من ناحية أخرى، أكد مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن مقترح حركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتبر ضمن حدود الصفقة التي يتم العمل عليها منذ أشهر، وقال إن هناك وفدا سيتوجه إلى الدوحة في جولة جديدة من المفاوضات.

كما أعرب جون كيربي عن تفاؤل حذرٍ بأن محادثات الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تتحرك في الاتجاه الصحيح.

وكانت حركة حماس قد أعلنت أنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصورا يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة، وعودة النازحين، وانسحاب الاحتلال.

وأضافت الحركة -في بيان- أنها تعتبر هذه المبادئ والأسس ضرورية للاتفاق وتبادل الأسرى. وأكدت أنها ستبقى منحازة لحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المقترح الذي قدمته الحركة للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى واقعي ويتسم بالمرونة العالية.

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان - في حوار مع الجزيرة نت

مقترح حماس

وكانت مصادر للجزيرة قد كشفت تفاصيل المقترح الذي قدمته حركة حماس للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

ويتضمن مقترح وقف إطلاق النار 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما.

وبحسب المصادر، فقد اشترطت حماس في المرحلة الأولى انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات.

كما عرضت حماس مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا تحددهم، على أن يكون 30 منهم من أصحاب المؤبدات.

وأضافت المصادر للجزيرة أن حماس اشترطت -بالتزامن مع بدء المرحلة الثانية- إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي تبادل للجنود الأسرى لديها.

كما تضمن مقترح حماس تزامنا مع بدء المرحلة الثالثة البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة، وإنهاء الحصار.

في المقابل، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مطالب حركة حماس لا تزال غير منطقية، وإن فريقا إسرائيليا سيتوجه إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات، بعد انتهاء المباحثات بهذا الشأن في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9100 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية فلسطينية. وبينما يتحدث إعلام إسرائيلي عن أرقام أسرى احتجزوا في القطاع تتراوح بين 240 و253، بينهم 3 تم إطلاقهم و105 أفرجت عنهم حماس خلال صفقة تبادل أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تتحدث الحركة عن مقتل 70 آخرين جراء القصف الإسرائيلي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.