في تطور خطير للأحداث المتصاعدة، نفذت إسرائيل غارة جوية على الضاحية الجنوبية ببيروت، أثارت ردود فعل واسعة النطاق في لبنان والمنطقة. تستهدف هذه الغارة، وفقاً لمصادر إسرائيلية، قيادياً بارزاً في حزب الله، فيما أكد الحزب استهداف أحد عناصره العاملة في “العمل الجهادي”. يتركز النقاش حالياً حول هوية المستهدف وتداعيات هذه العملية، مما يجعلها محوراً رئيسياً للأخبار و البحث عن العدوان الإسرائيلي على لبنان.

تفاصيل الغارة وتأكيدات حزب الله

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الغارة الجوية استهدفت هيثم الطبطبائي، الذي وصفوه بـ “الرجل الثاني في حزب الله”. ومع ذلك، لم يؤكد حزب الله هذه المعلومة بشكل قاطع حتى الآن. في حديثه إلى قناة الجزيرة، أوضح محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، أن الغارة استهدفت “أحد القادة العاملين في العمل الجهادي”، مضيفاً أن مصير العملية لم يُحسم بعد، وأن بيانًا رسميًا سيصدر قريبًا لتوضيح التفاصيل.

وأشار قماطي إلى أن الغارة خلفت دمارًا كبيرًا في منطقة مكتظة بالسكان والمحلات التجارية في حارة حريك، واصفاً الهجوم بأنه “استباحة جديدة للبنان” وتصعيدًا خطيرًا لا يمكن اعتباره مجرد حدث عابر. هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية على مواقع في جنوب لبنان والبقاع خلال الأسبوع الماضي، والتي استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تابعة للحزب.

السياق الإقليمي وتصعيد التوترات

تأتي هذه الغارة في سياق متوتر إقليمياً، مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد حدة التبادل الناري بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية. يرى قماطي أن الهجوم يعكس رفضًا إسرائيليًا صريحًا لأي مسار تفاوضي مع الدولة اللبنانية، وأن المبادرات السياسية المطروحة “غير قابلة للنجاح” بسبب هذا السلوك.

وأضاف أن تل أبيب “لا تلتزم بأي اتفاقيات” ولا تحترم حتى الإشراف الأمريكي على تنفيذ تفاهمات وقف الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن هذا يشكل نمطاً متكرراً في تعاملها مع المنطقة. يربط الكثيرون هذا التصعيد أيضاً بالخلافات حول الحدود البحرية وموارد الطاقة في شرق المتوسط، والتي لا تزال تشكل نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين. تذكر أن فهم الوضع في لبنان يتطلب متابعة دقيقة للتطورات الإقليمية.

ردود الفعل الإسرائيلية والتنسيق مع واشنطن

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن العملية تعتبر محاولة اغتيال ناجحة. في المقابل، أفادت وسائل الإعلام العبرية برفع حالة التأهب القصوى في منظومات الدفاع تحسباً لرد محتمل من حزب الله. كما وردت تقارير متباينة حول طبيعة التنسيق مع واشنطن، حيث يؤكد البعض الإخطار المسبق للولايات المتحدة، بينما ينفيه آخرون.

هذه التناقضات في الروايات الإسرائيلية تزيد من الغموض حول دوافع العملية وأهدافها الحقيقية. من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول لعب دور الوسيط لتهدئة التوترات ومنع التصعيد الميداني، ولكن جهودها تبدو محدودة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر.

مستقبل التصعيد والخيارات المتاحة

أكد قماطي أن تقييم القيادة في حزب الله لما جرى سيحدد المسار المقبل، موضحاً أن نجاح الاغتيال -إذا تأكد- يجعل “كل الاحتمالات مفتوحة”. وأضاف أن الحزب سيدرس القرار المناسب بما يتوافق مع حجم الاستهداف وطبيعته، وأن الموقف النهائي لن يصدر إلا بعد الاطلاع الكامل على نتائج العملية وما خلفته على الأرض.

في هذا الإطار، من المرجح أن يشهد الوضع تصعيداً إضافياً في الأيام القادمة، مع احتمال توجيه حزب الله ضربات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية. يتوقف حجم وطبيعة هذا الرد على نتائج التحقيق في الغارة وتحديد هوية المستهدف، بالإضافة إلى تقييم القيادة لحجم التهديد الذي يمثله هذا الهجوم. التحليل الدقيق لـ التطورات الأخيرة في لبنان يُظهر أن المنطقة على شفا مواجهة أوسع.

الخلاصة

تعتبر الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية تطوراً خطيراً يهدد الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة. الغموض المحيط بالعملية وردود الفعل المتباينة من الجانبين الإسرائيلي واللبناني تزيد من حدة التوتر وتجعل التنبؤ بالمستقبل أمراً صعباً. من الضروري متابعة التطورات على الأرض والتحليلات السياسية لفهم الأبعاد الكاملة لهذه الأزمة، وخصوصاً تحليل دوافع العدوان الإسرائيلي على لبنان والخيارات المتاحة لتجنب انفجار واسع النطاق. ينصح بمتابعة المصادر الإخبارية الموثوقة واستقاء المعلومات من جهات رسمية لضمان الحصول على صورة واضحة ودقيقة للأحداث.

شاركها.
اترك تعليقاً