اليمن يشهد قلقًا متزايدًا بسبب الرماد البركاني القادم من إثيوبيا، حيث أثار انفجار بركان “هايلي غوبي” في إثيوبيا موجة من القلق في الأوساط اليمنية. انتشرت مقاطع الفيديو والصور على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سحبًا كثيفة من الغبار والرماد تغطي سماء بعض المحافظات، مما دفع المواطنين إلى التساؤل عن المخاطر الصحية والبيئية المحتملة. هذا الحدث الاستثنائي، الذي لم يسبق له مثيل منذ حوالي 12 ألف عام، يذكرنا بالترابط الوثيق بين اليمن ودول القرن الأفريقي في مواجهة التحديات الطبيعية.
انفجار بركان “هايلي غوبي” وتأثيره على اليمن
انفجر بركان “هايلي غوبي” في إقليم عفر بشمال شرق إثيوبيا، مطلقًا أعمدة هائلة من الدخان والرماد البركاني. يقع البركان على بعد 800 كيلومتر شمال شرق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويتميز بارتفاعه الذي يبلغ حوالي 500 مترًا، بالإضافة إلى موقعه في منطقة نشاط جيولوجي مكثف حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان. لم يقتصر تأثير الانفجار على إثيوبيا، بل امتد ليشمل دولًا مجاورة مثل سلطنة عمان والهند وباكستان، بالإضافة إلى اليمن الذي تأثر بشكل ملحوظ بوصول سحب الرماد.
مشاهد من اليمن: قلق وتساؤلات
وثقت كاميرات المواطنين مشاهد لـ الرماد البركاني يتجمع في بعض المناطق اليمنية، مما أثار حالة من الذعر والقلق. السماء المغبرة والظروف الجوية غير المعتادة دفعت الكثيرين إلى البقاء في منازلهم، بينما عبر آخرون عن مخاوفهم بشأن تأثير هذه الظاهرة على صحتهم، خاصةً مرضى الجهاز التنفسي. أصبح الموضوع حديث الساعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تبادل اليمنيون المعلومات والتجارب.
تعليقات المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي
عكست تعليقات اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي مزيجًا من القلق والتأمل. أشار نجران إلى الترابط الجغرافي والقدر المشترك بين اليمن والقرن الأفريقي، قائلاً: “جغرافيا الآلام واحدة بين اليمن والقرن الأفريقي، لا حدود توقف الكوارث ولا فيزا للرماد، ما يحدث في الضفة الأخرى للبحر يصلنا فورا سواء كان سياسة أو حربا أو بركانا، نحن في مركب واحد”. بينما وجه محمد تحذيرًا خاصًا لأصحاب الأمراض التنفسية، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وزكي أعرب عن مخاوفه من إمكانية حدوث تداعيات جيولوجية أوسع، مثل الزلازل. طالب سامي الحكومة اليمنية بالتحرك العاجل لحماية المواطنين والتنسيق مع السلطات الإثيوبية.
تحذيرات رسمية وإجراءات وقائية من الرماد البركاني
استجابةً للقلق المتزايد، أصدر مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر التابع للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في اليمن بيانًا تحذيريًا. أوضح المركز أن الرماد البركاني يتكون من جسيمات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني، وأن خطره لا يقتصر على المناطق القريبة من البركان، بل يمكن أن ينتقل مئات الكيلومترات عبر الرياح.
توصيات للحماية من الرماد البركاني
شدد المركز على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الأضرار المحتملة، ومنها:
- البقاء داخل المنازل قدر الإمكان.
- ارتداء كمامات ونظارات واقية عند الضرورة للخروج.
- غسل الوجه والعينين بشكل متكرر.
- حماية الخزانات المنزلية للمياه وإغلاقها بإحكام.
- تنظيف الأماكن بلطف بعد تهدئة السحب.
- فحص المضخات والأنظمة المرشحة للمياه للحد من تلوث مياه الري.
هذه الإجراءات تهدف إلى تقليل استنشاق الجسيمات الدقيقة وحماية الصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة التحديثات والإرشادات الصادرة عن الجهات الرسمية.
التداعيات المحتملة على الصحة والبيئة
يمثل الرماد البركاني خطرًا على الصحة العامة، خاصةً على الجهاز التنفسي. يمكن أن يسبب تهيجًا في الحلق والرئتين، بالإضافة إلى تفاقم حالات الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. كما يمكن أن يؤثر على جودة المياه ويضر بالنباتات والحيوانات. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الرماد إلى تعطيل حركة الطيران وتأخير الرحلات الجوية. من الضروري أن تكون هناك خطط طوارئ جاهزة للتعامل مع هذه التداعيات المحتملة.
أهمية المتابعة والتنسيق الإقليمي
إن وصول الرماد البركاني إلى الأجواء اليمنية يمثل تذكيرًا بالروابط الجغرافية والبيئية الوثيقة بين اليمن ودول القرن الأفريقي. يتطلب هذا الوضع تنسيقًا إقليميًا فعالًا لتبادل المعلومات وتقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. كما يجب على الحكومة اليمنية أن تعمل على توعية المواطنين بالمخاطر المحتملة وتقديم الدعم اللازم لهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الاستثمار في أنظمة المراقبة والإنذار المبكر لتقليل الأثر السلبي للكوارث الطبيعية في المستقبل. الاستعداد والتخطيط هما مفتاح حماية الأرواح والممتلكات في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
الخلاصة
إن انفجار بركان “هايلي غوبي” في إثيوبيا وتأثيره على اليمن يمثل تحديًا جديدًا يتطلب اهتمامًا عاجلاً وتنسيقًا فعالًا. من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ومتابعة التطورات عن كثب، يمكننا تقليل الأضرار المحتملة وحماية صحة وسلامة المواطنين. يجب أن يكون هذا الحدث بمثابة دعوة للاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال حماية البيئة والصحة العامة.















