تفاعلت المنصات الفلسطينية والعربية مع إعلان كندا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل تصاعد الدعوات الدولية لاتخاذ موقف سياسي يعكس معاناة الفلسطينيين، وسط استمرار الحرب والحصار والتجويع.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكدا أن “السلطة الفلسطينية ملتزمة بقيادة الإصلاحات التي طال انتظارها”.

ويعني الاعتراف الرسمي إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مثل فتح سفارات ومكاتب تمثيلية، وتمكين الحكومة الكندية من التعامل المباشر مع نظيرتها الفلسطينية في ملفات المساعدات التنموية والإنسانية.

كما يعزز الموقف القانوني للفلسطينيين في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة والمحاكم، بما يتيح لهم الدفاع بشكل أقوى عن حقوقهم.

بدورها، لم تتأخر إسرائيل في الرد، إذ اعتبرت وزارة خارجيتها أن توقيت القرار الكندي “يعد مكافأة لحركة حماس، ويقوض جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن (الأسرى) في غزة”، وفق بيانها.

وأثار إعلان كندا تساؤلات بشأن انعكاساته على الشراكة الاقتصادية مع أميركا، خصوصا بعد تعليق للرئيس دونالد ترامب على منصة “تروث سوشيال” قال فيه إن إعلان كندا عزمها الاعتراف بفلسطين “سيجعل من الصعب جدا إبرام صفقة تجارية معها”.

إشادة وتحذيرات

ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2025/7/31)- جانبا من الآراء والتحليلات بشأن الاعتراف الكندي المرتقب، بعد أيام قليلة من خطوة مشابهة أعلنتها فرنسا وبريطانيا.

ومن بين تلك التعليقات، قال خليل خليل في تغريدته “حين ارتفعت أصوات الشعوب الحرة، من العرب وغيرهم، تندد بالمجازر والحصار والمجاعة في غزة، ارتبك النظام العالمي وبدأ يراوغ كعادته”.

وأضاف “راح يبحث عن طرق لامتصاص الغضب العالمي”، مشيرا إلى أنهم “يفتعلون الأحداث لمخططاتهم”.

ووصف محمد أبو شيخة الخطوة الكندية بأنها “أفلام محروقة”، كما أنها تُعد تدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية، متسائلا “ليش فش شروط على الجانب الآخر حول استبعاد المستوطنين و(الوزيرين الإسرائيليين) بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير”.

وقلل فراس من أهمية الخطوة الكندية، إذ قال “اعترفت كندا لكن هل وقفت الحرب على غزة؟ هل أوقفت تصدير أسلحة لإسرائيل؟”.

وأضاف “دول كثيرة اعترفت بفلسطين، بس لحتى الآن إسرائيل تحتلنا وتقتل الآلاف منا بدم بارد وضاربة بهذه الاعترافات عرض الحائط”.

في المقابل، أثنى منصور بن هنده على الاعتراف الكندي قائلا “بالتأكيد تعرف كل الحكومات عواقب الاعتراف بدولة فلسطينية ومع ذلك تقرر الاعتراف”.

يُذكر أنه حتى العام 2024، اعترفت 138 دولة بفلسطين، وخلال مؤتمر “حل الدولتين” في نيويورك، لوّحت فرنسا وبريطانيا بالاعتراف “إذا لم تلتزم إسرائيل بحل الدولتين، وتسهيل المساعدات لغزة ووقف ضم الضفة الغربية”.

بدوره، حذر رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا من هذه الخطوة، وخاطب الدول الأوروبية قائلا “إذا أرادت دول أوروبية إقامة ما يسمونها دولة فلسطينية فعليهم إقامتها في لندن وباريس التي أصبحت شبيهة أكثر بالشرق الأوسط” حسب تعبيره.

شاركها.
اترك تعليقاً