دعا رئيس حكومة بنغلاديش المؤقتة محمد يونس مواطني بلاده إلى الوحدة، وقال “لا تفرقوا بحسب الدين” معربا عن أمله في بناء “بنغلاديش جديدة”.

جاء ذلك خلال زيارته اليوم السبت مدينة رانغبور شمالي البلاد لتقديم العزاء لأسرة الطالب أبو سعيد (25 عاما)، أول طالب قُتل برصاص الشرطة من مسافة قصيرة في 16 يوليو/تموز في بداية قمع المظاهرات الطلابية ضد حكومة الشيخة حسينة.

وانتحبت والدة الطالب القتيل وهي تتشبث بيونس الذي بدا عليه التأثر بوضوح وقد جاء ليعزيها مع أفراد الحكومة “الاستشارية” التي تتولى تصريف الأعمال، كما كان بجانب يونس العضو في الحكومة ناهد إسلام (26 عاما) خريج العلوم الاجتماعية الذي قاد المظاهرات التي أدت إلى إطاحة حسينة.

وقال “أبو سعيد الآن في كل منزل، علينا الاقتداء بالطريقة التي تصرف بها، لا فوارق في بنغلاديش”، مضيفا “مسؤوليتنا بناء بنغلاديش جديدة”.

دعوة للهدوء

ودعا يونس إلى الهدوء والوحدة الدينية، وشهدت بنغلاديش هجمات انتقامية ضد الأقلية الهندوسية بعد إطاحة رئيسة الوزراء السابقة أثارت قلقا في الهند المجاورة وخشية في الداخل أيضا.

وفور سقوط حسينة هوجم عدد من المتاجر والمنازل التي يملكها الهندوس الذين يعتبرهم البعض من أنصارها. ويمثل الهندوس قرابة 8%من سكان بنغلاديش، ومنذ فرار حسينة إلى الهند وصل مئات منهم إلى الحدود الهندية سعيا للعبور.

وكان فرارها سببا في تفاقم الضغينة تجاه الهند التي لعبت دورا عسكريا حاسما في استقلال بنغلاديش، ولكنها دعمت حسينة إلى أقصى حد.

ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس الماضي إلى ضمان “سلامة الهندوس وجميع الأقليات الأخرى وتوفير الحماية لهم”.

وفرّت حسينة (76 عاما) إلى الهند المجاورة الاثنين الماضي على وقع مظاهرات حاشدة في شوارع داكا كانت بمنزلة نهاية دراماتيكية لقبضتها الحديدية على السلطة، واتُّهمت حكومتها بانتهاك حقوق الإنسان على نطاق واسع من بينها الإعدام خارج نطاق القضاء لآلاف من معارضيها السياسيين.

واختفى معها وزراء حكومتها الذين صُدموا بإطاحتها، بينما أُرغم عدد كبير من المسؤولين المعينين على الاستقالة، ومنهم قائد الشرطة الوطنية ومحافظ البنك المركزي.

استقالة

واليوم السبت أصبح رئيس المحكمة العليا آخر المسؤولين الذين يعلنون استقالتهم، وأفادت شبكة جامونا التلفزيونية الخاصة بأنه وافق “من حيث المبدأ” على الاستقالة.

وترأس عبيد الحسن الذي عُيّن العام الماضي محكمة تعرضت لكثير من الانتقادات بعد أن أمرت بإعدام معارضي حسينة، بينما كان شقيقه سكرتيرها لفترة طويلة وجاء إعلانه بعدما احتشد مئات المتظاهرين أمام المحكمة مطالبين باستقالته بحلول بعد الظهر.

وقال آصف نزار، أحد قادة الاحتجاج الذي انضم الآن لحكومة يونس، للصحفيين “لا ينبغي أن يفعل أحد شيئا يضع المحكمة العليا في مواجهة الانتفاضة الحاشدة للطلاب والشعب”.

وقتل أكثر من 450 شخصا في الاضطرابات التي أفضت إلى استقالة حسينة، من بينهم عشرات من عناصر الشرطة قتلوا في قمع المظاهرات.

إرساء النظام

وعاد يونس (84 عاما) من أوروبا لقيادة إدارة مؤقتة تواجه تحديا هائلا يتمثل بإنهاء الفوضى والعودة إلى المسار الديمقراطي، وأعلنت حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها يونس أن إرساء القانون والنظام “أولويتها القصوى”.

وما يزيد من تعقيد جهود الحكومة إضراب أعلنته نقابة الشرطة الثلاثاء، قائلة إن عناصرها لن يلتحقوا بالخدمة ما لم يتم ضمان سلامتهم. وقالت شرطة بنغلاديش إن أكثر من نصف مراكز الشرطة على مستوى البلاد عاودت الخدمة بحلول السبت.

ويتولى حراسة المباني عناصر من الجيش، المؤسسة التي تحظى باحترام شعبي أكثر من الشرطة لقرارها عدم قمع الاحتجاجات. ووقعت محاولتان للفرار من سجنين بشمال داكا هذا الأسبوع، وتمكن أكثر من 200 سجين من الفرار من أحدهما.

يذكر أن يونس نال جائزة نوبل للسلام عام 2006 لعمله الرائد في مجال تمويل المشاريع الصغيرة، ويُنسب إليه الفضل في إخراج ملايين البنغلاديشيين من براثن الفقر.

وتولى مهامه الخميس بصفته “كبير المستشارين” على رأس إدارة مؤقتة تضم مستشارين مدنيين باستثناء عميد متقاعد، وقال إنه يريد إجراء انتخابات “في غضون بضعة أشهر”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.