في ظل الظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، تتصاعد المخاوف بشأن سلامة الأطباء والعاملين في المجال الصحي. فقد كشف الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، عن تفاصيل مؤثرة تتعلق باعتقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه القضية، التي أثارت غضبًا دوليًا، تسلط الضوء على استهداف المنظومة الصحية في غزة بشكل ممنهج، وتثير تساؤلات حول مصير الأطباء المعتقلين والوضع الإنساني العام في القطاع.
اعتقال الدكتور حسام أبو صفية: شهادة من قلب غزة
أفاد الدكتور أبو سلمية، في حديث لقناة الجزيرة مباشر، بأن الدكتور أبو صفية أبلغه قبل يوم واحد من اعتقاله بصورة قاتمة عن الوضع داخل مستشفى كمال عدوان. كان الدكتور أبو صفية يتوقع الأسوأ، وطلب من الدكتور أبو سلمية أن ينقل للعالم حقيقة ما يجري في المستشفى من تدهور في الخدمات الطبية ومعاناة للمرضى. هذه الشهادة تعكس الخوف والقلق الذي كان يعيشه الأطباء في غزة، خاصة مع تزايد عمليات الاقتحام والاعتقال التي تستهدف المستشفيات.
توقعات الدكتور أبو صفية لمصيره
لم يخفِ الدكتور أبو صفية مخاوفه من الاعتقال وما قد يترتب عليه. فقد أصر على البقاء في المستشفى رغم نصيحة الدكتور أبو سلمية له بالمغادرة قبل ثلاثة أيام من الاعتقال. هذا الإصرار يعكس التزام الدكتور أبو صفية بمسؤوليته تجاه المرضى ورفضه التخلي عنهم في ظل الظروف الصعبة.
استهداف الأطباء وتدمير المنظومة الصحية
أكد الدكتور أبو سلمية أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد اعتقال الأطباء والكوادر الطبية بهدف تدمير الرعاية الصحية في غزة وإضعافها. هذه السياسة، بحسب الدكتور أبو سلمية، تهدف إلى تهجير أهالي غزة من خلال حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الخدمات الصحية. إن استهداف الأطباء يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي العاملين في المجال الصحي أثناء النزاعات المسلحة.
غياب التهم والتعامل اللاإنساني مع الأسرى
أشار الدكتور أبو سلمية إلى أن الاحتلال لم يوجه أي تهم للدكتور أبو صفية عند اعتقاله، رغم مثوله أمام المحكمة ثلاث مرات. هذا الأمر يثير الشكوك حول دوافع الاعتقال، ويؤكد أن الهدف الرئيسي هو الضغط على القطاع الصحي وإضعافه. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الدكتور أبو سلمية عن قلقه الشديد بشأن سلامة الدكتور أبو صفية، مشيرًا إلى التقارير التي تتحدث عن سوء المعاملة والحرمان من العلاج في السجون الإسرائيلية. هذا يتماشى مع تقارير منظمات حقوق الإنسان التي وثقت حالات عديدة من التعذيب والإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية.
صدى الاعتقال وتنديد دولي
لقد أثار اعتقال الدكتور حسام أبو صفية موجة من الغضب والتنديد على الصعيدين المحلي والدولي. تداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الدكتور أبو صفية وهو يسير نحو دبابات الاحتلال، مما زاد من تعاطف الناس معه وإدانتهم للعملية. هذا الاعتقال يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم، الذي يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في غزة. كما أن هذا الاعتقال يذكرنا بالعديد من الحالات المشابهة التي تعرض لها الأطباء والعاملون في المجال الصحي في غزة خلال الحروب السابقة.
دعوات للمقاطعة والتضامن
دعا الدكتور أبو سلمية جميع النقابات والهيئات الطبية العالمية إلى مقاطعة نظيراتها الإسرائيلية واتخاذ موقف جاد تجاه ما يحدث للدكتور أبو صفية والأطباء الآخرين المعتقلين. إن هذه المقاطعة يمكن أن تكون وسيلة فعالة للضغط على إسرائيل لوقف استهداف الأطباء وإطلاق سراحهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا سياسية ودبلوماسية على إسرائيل لضمان احترامها للقانون الدولي الإنساني وحماية العاملين في المجال الصحي. إن التضامن مع الأطباء في غزة هو واجب إنساني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع.
تساؤلات حول دوافع الاحتلال
تساءل الدكتور أبو سلمية عن سبب اهتمام الاحتلال الدائم بمديري المستشفيات والطواقم الطبية خلال اقتحاماتها للمستشفيات في غزة. “ما الخطر الذي يمثله الدكتور أبو صفية؟” هذا السؤال يطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الاعتقالات، ويثير الشكوك حول وجود أجندة خفية تهدف إلى تدمير البنية التحتية الصحية في غزة بشكل كامل. يذكر أن الدكتور أبو صفية سبق وأن اعتقل خلال حرب سابقة، مما يؤكد أن استهدافه ليس حادثًا عارضًا، بل هو جزء من سياسة ممنهجة.
في الختام، إن قضية الدكتور حسام أبو صفية هي جزء من صورة أكبر لمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة. إن استهداف المنظومة الصحية واعتقال الأطباء يمثلان جريمة ضد الإنسانية، ويتطلبان تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي. يجب على الجميع أن يتحدوا من أجل إطلاق سراح الدكتور أبو صفية والأطباء الآخرين المعتقلين، وضمان حصول أهالي غزة على حقهم في الرعاية الصحية. ندعوكم لمشاركة هذه المقالة لزيادة الوعي بهذه القضية الإنسانية الهامة، والتعبير عن تضامنكم مع الأطباء في غزة.















