اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بالتخطيط لتفجير محطة زاباروجيا النووية، وفي حين كثفت قواتها الأحد هجماتها على الجبهة الشرقية في محاولة لاستغلال “الفوضى” التي أحدثتها أزمة تمرد قوات فاغنر في روسيا بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تطورات الهجوم المضاد.

يأتي هذا بينما يرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الهجوم الأوكراني المضاد ربما يستمر أشهرا، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يعطي أولوية قصوى لنجاح العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن روسيا وافقت على خطة أعدت لتفجير محطة زاباروجيا النووية.

وأكد بودانوف أن روسيا فخخت بركة التبريد الخاصة بوحدات الطاقة، وأن خروجها من الخدمة سيؤدي إلى ذوبان المفاعلات خلال مدة تتراوح بين 10 ساعات وأسبوعين وانفجارها سيتسبب بكارثة نووية.

وفي وقت سابق الأحد، قال الرئيس الأوكراني إن رد فعل العالم غير الكافي بشأن تفجير سد كاخوفكا يسمح لروسيا بالتحضير لهجوم إرهابي في محطة زاباروجيا.

وسيطرت القوات الروسية على المحطة النووية الواقعة جنوب أوكرانيا في الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب آخر فبراير/شباط 2022.

هجمات أوكرانية

ميدانيا، قال قائد عمليات منطقة شرق أوكرانيا أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتحرك باتجاه باخموت، مشيرا إلى أنها نفذت هجمات وألحقت خسائر بالمعدات والآليات التابعة للقوات الروسية في الجبهة الشرقية.

ولاحقا، قال المتحدث باسم قيادة عمليات شرق أوكرانيا إن قوات بلاده تأخذ زمام المبادرة في منطقة باخموت وتهاجم العدو، مؤكدا أن الجيش الأوكراني تقدم اليوم من 600 إلى ألف متر شمالي وجنوبي باخموت.

من جهته، رصد مراسل الجزيرة تحركات عسكرية مكثفة للقوات الأوكرانية باتجاه منطقة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا.

وقال المراسل إن القوات الأوكرانية تعزز مواقعها في المناطق الشمالية والجنوبية من باخموت.

يأتي ذلك بعد إعلان نائبة وزير الدفاع الأوكراني تقدم قوات بلادها في هجوم متزامن باتجاه 6 بلدات شمال باخموت وجنوبها.

وبشأن باخموت أيضا، قال قائد اللواء الثالث في الجيش الأوكراني أندريه بيليتسكي إن قوات بلاده نفذت ما وصفها بعمليات تطهير في الضفة الغربية لقناة “سيفرسكي دونيتس- دونباس” الواقعة جنوب باخموت.

وأضاف “هزم مقاتلونا الكتيبة الثالثة التابعة للواء بندقية آلية للحرس 57 في الاتحاد الروسي”، مؤكدا أنه تم القضاء على 30 مقاتلا روسيا وجرح 50، إضافة إلى أسر عشرات منهم، كما تم تدمير آلياتهم العسكرية.

وعلى الجانب الروسي، قال المتحدث باسم قوات الجنوب الروسية فاديم أستافييف إن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية نفذتها 10 وحدات من المركبات المدرعة في اتجاه باخموت.

وأضاف أستافييف أن قواته تصدت لـ4 هجمات في محيط باخموت، ودمرت وحدة مشاة عند محور مارينكا جنوبي دونيتسك.

وفي مقاطعة خاركيف، قال المتحدث باسم قوات الغرب الروسية سيرغي زيبينسكي إن قواته وجهت 11 ضربة صاروخية لمناطق تمركز لواءين من القوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.

من جهته، نشر موقع “ريدوفكا” الروسي مقطعا مصورا قال إنه لاستهداف إحدى المجموعات الأوكرانية في خاركيف.

بايدن وزيلينسكي

سياسيا، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن ناقش تطورات الهجوم الأوكراني المضاد مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وجدد بايدن التأكيد على دعم واشنطن لكييف.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأحداث التي وقعت في روسيا أمس السبت كشفت ضعف حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أنه ناقش هذه الاضطرابات في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأحد.

ودعا زيلينسكي في بيان إلى ممارسة ضغط عالمي على روسيا، وقال إنه ناقش مع بايدن أيضا تعزيز التعاون الدفاعي مع التركيز على الأسلحة البعيدة المدى.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه ناقش الاضطرابات في روسيا في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن اليوم الأحد، ووصف السلطات الروسية بأنها “ضعيفة”، مشيرا إلى أن الأمور “تسير في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف ريزنيكوف أنهما بحثا أيضا الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا وكذلك الخطوات الرامية لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية.

تصريحات بلينكن

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجوم الأوكراني المضاد في أيامه الأولى وربما يستمر أشهرا، وإنه لدى الأوكرانيين ما يحتاجونه للنجاح.

وأضاف بلينكن أن الهجوم الأوكراني المضاد يتقدم بصورة جيدة، مؤكدا أن تشتيت انتباه روسيا بسبب أزمة فاغنر يخلق ميزة إضافية للأوكرانيين.

وقال “لا نملك المعلومات الكاملة بشأن ما حدث في روسيا، ولم نر أي إقالات لقادة عسكريين، وأعتقد أن الاضطرابات في روسيا قد تستمر أسابيع أو شهورا”.

ومنذ الرابع من يونيو/حزيران الجاري تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا في شرق البلاد وجنوبها، وأكدت أنها استعادت منذ ذلك الحين 8 بلدات وقرى، خاصة في مقاطعتي دونيتسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق).

وأقرت كييف بأن تقدم قواتها يسير بشكل أبطأ من المتوقع، وأكدت أن العمليات الرئيسية لم تبدأ بعد، في حين قالت موسكو إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة ولم تحقق تقدما يذكر.

أولويات بوتين

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده قادرة على تحقيق جميع الخطط والمهام التي تضعها، وهذا يشمل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا واقتصاد البلاد.

وأضاف أن روسيا تولي أهمية للتنمية الاقتصادية بالتوازي مع تعزيز قدراتها الدفاعية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.