مع دخول الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، امتدت تداعيات الرسوم إلى أسواق النفط، والذهب، وسوق الأوراق المالية في أوروبا وآسيا، وسط حالة من الاستنفار العالمي لبحث سبل مواجهة التحديات والسياسات الاقتصادية الأمريكية.
وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات في التعاملات المبكرة، اليوم الأربعاء، بفعل مخاوف بشأن الطلب، ما أثار مخاوف حيال تأثير الحرب التجارية العالمية على النمو الاقتصادي والإضرار بالطلب على الوقود.
وخسرت العقود الآجلة لخام برنت 2.13 دولار بما يعادل 3.39 بالمئة لتصل إلى 60.69 دولار للبرميل.
فيما صعدت أسعار الذهب، فوق مستوى 3000 دولار للأونصة، بعد ارتفاعها بنحو 1%، مع دخول الرسوم الجمركية، حيز التنفيذ، وتصاعد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، مما عزز الطلب على أصول الملاذ الآمن.
وأعاد إعلان “ترامب”، دخول الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين بنسبة 104%، ودخلت حيز التنفيذ، اليوم، أسواق الأسهم الأمريكية إلى المنطقة الحمراء، بعدما سجلت في بداية تداولات الثلاثاء، أقوى ارتفاع لها منذ نوفمبر 2022.
ويأتي التحرك الأمريكي بعد عدم إلغاء الصين رسومها الجمركية المضادة على البضائع الأمريكية بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترامب، أمس الثلاثاء.
في الوقت نفسه تعهدت الصين بعدم الرضوخ لما وصفته بـ”ابتزاز” الولايات المتحدة، وهو ما يظهر أن الحرب التجارية العالمية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب، غير قابلة للانحسار حاليا، حتى مع استقرار أسواق الأسهم المضطربة، أمس.
وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج خلال اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على جميع شركائها التجاريين، بمن فيهم الصين والاتحاد الأوروبي، “تحت ذرائع مختلفة، هو مثال واضح على أن هذه الإجراءات أحادية وحمائية، وتنمر اقتصادي”.
وشدد تشيانج، على أن “الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الصين لا تهدف فقط إلى حماية أمنها وسيادتها ومصالحها التنموية، بل أيضاً إلى الدفاع عن قواعد التجارة الدولية والإنصاف والعدالة الدوليين”، جاء ذلك وفقا لما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية.
ومع التصعيد الجديد في الحرب التجارية، تخلت مؤشرات الأسهم الأمريكية عن مكاسبها التي سجلتها في بدء تداولات، أمس، بعدما كانت متجهة لتحقيق أقوى صعود يومي منذ نوفمبر 2022، ليتحول مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” للخسارة، وقلص الذهب مكاسبه في المعاملات الفورية.
ووسط التقلبات الحادة التي ضربت وول ستريت، لا يزال مؤشر “إس آند بي 500” منخفضاً بأكثر من 10% منذ أن إعلان ترامب فرض الضرائب على أغلب دول العالم.
فيما هبط سعر اليوان الصيني في الخارج إلى أدنى مستوياته على الإطلاق عند 7.3779 أمام الدولار، مع تخفيف بنك الشعب الصيني قبضته الصارمة على العملة، وسط تصعيد كبير في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
أما مؤشر «نيكاي» الرئيسي في بورصة طوكيو تراجع بنسبة 5%، وارتفع الين مقابل الدولار، وانخفض مؤشر نيكاي الرئيسي 5,14% إلى 31314 نقطة، وخسر مؤشر توبكس 4,54% إلى 2321 نقطة.
ولم تقف الخسائر فقط على أسواق النفط وسوق الأسهم عالميا، حيث من المقرر أن يفرض الرئيس الأمريكي قريبا رسوم جمركية “كبيرة” على واردات الأدوية، والتي يهدف إلى إعادة بعث صناعتها في الولايات المتحدة.
وقال ترامب إن هذه الرسوم “ستحفز شركات الأدوية على نقل عملياتها إلى الولايات المتحدة، مهاجما بشدة الأطراف التي تنتقد سياسته بشأن الرسوم الجمركية. قائلا:” الأصوات التي تسمعونها هذا الأسبوع بشأن الرسوم الجمركية هي أصوات نفس المحتالين الذين لم يفكروا عندما خسرت الولايات المتحدة 90 ألف مصنع ومنشأة”.
فيما كشفت هيئة الجمارك الأمريكية أنها جمعت أكثر من 4.8 مليار دولار من الرسوم الجمركية على الواردات من الصين، وأكثر من ملياري دولار على الواردات من المكسيك، وحوالي 861 مليون دولار على الواردات من كندا، وذلك استجابةً للأوامر التنفيذية السابقة لترامب.