أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تكريمه لعدد من أبرز الشخصيات في عالم السينما خلال دورته الخامسة التي ستعقد في مدينة جدة في الفترة بين 4 و 13 ديسمبر 2025. يهدف المهرجان من خلال هذا التكريم إلى الاحتفاء بالإسهامات القيمة لهؤلاء الرواد في تطوير صناعة السينما على مستوى العالم. وتعد هذه التكريمات جزءًا من جهود المهرجان المستمرة لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي مهم في مجال السينما والفنون.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع السينما في السعودية نموًا ملحوظًا، مدفوعًا برؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية الثقافية وتنويع مصادر الاقتصاد. كما يمثل هذا التكريم اعترافًا دوليًا بالمكانة المتزايدة التي يحظى بها مهرجان البحر الأحمر السينمائي كمنصة رئيسية لصناع الأفلام وعشاق السينما من مختلف أنحاء العالم.
تكريم رموز عالمية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
تضم قائمة المكرمين لهذا العام نخبة من النجوم والمخرجين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ السينما. ومن بين هؤلاء، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، الحائزة على العديد من الجوائز العالمية، بما في ذلك جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم “حيث تنتهي الأحلام”.
بالإضافة إلى بينوش، سيتم تكريم المخرج الجزائري رشيد بوشارب، الذي رشح لثلاث جوائز أوسكار عن فيلمه “أيام المجد”، والذي عرض قصة حياة ثلاثة من رجال المقاومة الجزائرية. كما يشمل التكريم السير مايكل كين، الممثل البريطاني الأسطوري الذي فاز بجائزتي أوسكار، من بينها جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “فارس الظلام”.
شخصيات بارزة أخرى يتم تكريمها
لم يقتصر التكريم على الممثلين والمخرجين فحسب، بل شمل أيضًا شخصيات مؤثرة أخرى في صناعة السينما. ومن بين هؤلاء، المخرج والمنتج المخضرم ستانلي تونغ، المعروف بأعماله المتنوعة والمبتكرة، والممثلة الأمريكية سيغورني ويفر، بطلة سلسلة أفلام “إلين” الشهيرة.
ويأتي اختيار هذه الأسماء بعناية من قبل إدارة المهرجان، التي تسعى إلى تقديم مزيج متنوع من المواهب والخبرات التي تعكس ثراء السينما العالمية. بالإضافة إلى التكريم، سيشارك بعض هؤلاء الفنانين في فعاليات وورش عمل خاصة بالمهرجان، مما يتيح للجمهور والمهتمين بالصناعة فرصة التفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم.
مبادرة “المرأة في الحِراك السينمائي”
في إطار جهود المهرجان المتواصلة لدعم حضور المرأة في مختلف جوانب صناعة السينما، يطلق المهرجان مبادرة “المرأة في الحِراك السينمائي” بالتعاون مع مؤسسة كيرينغ. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المبدعات السعوديات وإتاحة الفرصة لهن لعرض أعمالهن والمشاركة في الحوارات البناءة حول مستقبل السينما.
وستتضمن المبادرة جلسة نقاشية خاصة تجمع بين جولييت بينوش والمخرجة السعودية شهد أمين والممثلة والمخرجة شيرين دعيبس، حيث سيتم بحث التحديات التي تواجه المرأة في الصناعة السينمائية، بالإضافة إلى استعراض أفضل الممارسات والبرامج الداعمة للمواهب النسائية التي ترعاها مؤسسة كيرينغ.
حوارات ملهمة مع صنّاع الأفلام
بالإضافة إلى التكريمات والمبادرات، سيشهد المهرجان أيضًا سلسلة من الجلسات الحوارية التي تجمع بين خبراء وصناع أفلام من مختلف أنحاء العالم. سيشارك في هذه الجلسات كل من ستانلي تونغ وسيغورني ويفر، اللذان سيتحدثان عن تجاربهما المهنية ورؤاهما الإبداعية ومحطات النجاح التي مرّا بها.
هذه الحوارات تعتبر فرصة قيمة للجمهور والمهتمين بالصناعة للاستماع إلى قصص ملهمة وتعلم من خبرات رواد السينما، كما أنها تساهم في تعزيز المعرفة والوعي بأحدث الاتجاهات والتحديات التي تواجه صناعة الأفلام في العصر الحديث. يُعتبر السينما السعودية في مرحلة تحول، ويساعد مثل هذا التبادل المعرفي في تسريع هذا التطور.
وفي تصريح له، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، فيصل بالطيور، أن المكرمين يمثلون رموزًا بارزة في السينما العالمية، ولهم بصمات مؤثرة أثرت المشهد السينمائي عبر الأجيال. وأضاف أن تكريمهم في النسخة الخامسة من المهرجان يعكس تقدير المؤسسة لإسهاماتهم، ويوفر لهم منصة ملهمة لتعزيز المعرفة وحضور صناع الأفلام في المنطقة.
من جانبها، أوضحت المديرة التنفيذية للمهرجان، شيفاني باندايا مالهوترا، أن الشراكة مع مؤسسة كيرينغ في إطار مبادرة “المرأة في الحِراك السينمائي” تعكس التزام المؤسسة بتمكين المبدعات. وأشارت إلى أن المؤسسة دعمت أكثر من 400 امرأة منذ تأسيسها، وأن هذه الشراكة تؤكد استمرار جهود تعزيز الفرص المتاحة للنساء في القطاع السينمائي. تعتبر هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في صناعة الأفلام.
من المتوقع أن يشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الخامسة إقبالاً كبيرًا من الجمهور والمهتمين بالصناعة، نظرًا لما يقدمه من محتوى متنوع وفعاليات مميزة. وسيستمر المهرجان في الإعداد والإعلان عن المزيد من التفاصيل والبرامج الخاصة بهذه الدورة في الأشهر المقبلة. وتعتبر مشاركة هذه الكوكبة من النجوم فرصة لتعزيز السياحة الثقافية في جدة.
