حصل زعيم يمين الوسط اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس على تفويض لتشكيل حكومة جديدة اليوم الاثنين بعد فوزه بولاية ثانية بسهولة؛ بفارق قياسي على المعارضة اليسارية دفعه إلى القول “أعطانا الشعب أغلبية آمنة”، مبشرا “بإصلاحات كبرى ستطبق سريعا”.

وقال مكتب رئيسة اليونان إيكاتيريني ساكيلاروبولو إن ميتسوتاكيس (55 عاما) سيؤدي اليمين الدستورية اليوم الاثنين، وذكرت وسائل إعلام يونانية اليوم أنه سيعلن حكومته بحلول صباح يوم غد الثلاثاء على أبعد تقدير.

وأظهرت نتائج رسمية مبكرة مع فرز 99.67% من الأصوات حصول حزب “الديمقراطية الجديدة” بزعامة ميتسوتاكيس على 40.55% من الأصوات تضمن له الأغلبية المطلقة في البرلمان بفوزه بـ158 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من 300 مقعد، مما يجعل حزبه أحد أقوى الأحزاب الشعبية في الاتحاد الأوروبي.

وحصل أقوى منافس لميتسوتاكيس، حزب “سيريزا” اليساري بزعامة رئيس الحكومة السابق أليكسيس تسيبراس، على 17.8% من الأصوات، ولديه الآن 48 مقعدا في البرلمان. أما حزب “باسوك” الاشتراكي الديمقراطي فحصل على 32 مقعدا بنسبة 11.9%، بينما حصل الحزب الشيوعي اليوناني على 20 مقعدا بنسبة 7.7%.

وتخطى حزب “سبارتياتس” اليميني المتطرف عتبة 3% من الأصوات لدخول البرلمان بحصوله على 12 مقعدا بنسبة 4.6%. أما حزب “إلينيكي ليسيلي” الشعبوي اليميني فحصل على 12 مقعدا بنسبة 4.5% من الأصوات، وحصل حزب “نيكي” المتشدد على 10 مقاعد بنسبة 3.6%، وحصل الحزب اليساري الراديكالي” بليفسي إليفتيرياس” على 8 مقاعد بنسبة 2.3% من الأصوات، متجاوزا عتبة 3%.

وفي تصريحات له عقب إعلان نتائج أولية مساء أمس الأحد، تعهد ميتسوتاكيس باستخدام ولايته الثانية التي تبلغ مدتها 4 سنوات، “بتحقيق اليونان معدل نمو اقتصادي ديناميكي من شأنه زيادة الرواتب وتقليل عدم المساواة، مع رعاية صحية عامة أفضل ومجانية، ودولة رقمية أكثر فعالية وقوة”.

وأضاف “سأسعى دائما لتحقيق توافق أوسع، فالشعب منحنا أغلبية مضمونة. لذلك فإن الإصلاحات الكبرى ستمضي سريعا حسب مطالب الشعب”.

أولويات

وفي لقاء متلفز مع الرئيسة ساكيلاروبولو التي يعدّ منصبها شرفيا، قال ميتسوتاكيس “كان هدفي تأمين حكومة مستقرة بأغلبية برلمانية. للأسف، كانت هناك حاجة إلى انتخابين لهذا الغرض”.

وأضاف “لقد التزمت بتنفيذ إصلاحات رئيسية ومطلوبة بشدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، ولدي تفويض قوي للقيام بذلك”.

وتحدث ميتسوتاكيس مع ساكيلاروبولو عن الدخول “المفاجئ” للأحزاب الهامشية، الذي رفع عدد الممثلين في البرلمان من 5 إلى 8، لكنه أضاف “أعتقد أن ديمقراطيتنا ناضجة بما يكفي للتعامل مع أي اضطراب مؤقت يترتب على ذلك”.

وتصويت الأمس هو الثاني في 5 أسابيع إذ لم يسفر تصويت أجري في 21 مايو/أيار الماضي بموجب نظام انتخابي مختلف عن منح أي حزب منفرد أغلبية في البرلمان الذي يبلغ عدد مقاعده 300.

وكان ميتسوتاكيس قد فاز في الانتخابات التي أجريت قبل 5 أسابيع، لكنه لم يحصد أغلبية كافية تتيح له تشكيل الحكومة الجديدة من دون بناء تحالفات، وذلك ما دفعه إلى الاحتكام مجددا إلى صناديق الاقتراع ودعوة 9.8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم مرة ثانية.

وأجريت الانتخابات أمس الأحد وفق نظام انتخابي مختلف نصّ على نيل الحزب الفائز في هذا الاقتراع مكافأة تصل إلى 50 مقعدا إضافيا.

يذكر أن ميتسوتاكيس خريج جامعة هارفارد، وينتمي إلى واحدة من أبرز العائلات السياسية في اليونان؛ تولى والده الراحل كونستان قسطنطين ميتسوتاكيس منصب رئيس الوزراء في التسعينيات، وعملت أخته وزيرة للخارجية، وابن أخيه هو رئيس بلدية أثينا الحالي.

ويواجه ميتسوتاكيس سلسلة من التحديات في المستقبل من أجل الانتعاش الاقتصادي وسط أزمة تكلفة المعيشة الناجمة بشكل أساسي عن الحرب في أوكرانيا، وأن يحسن العلاقات مع تركيا المجاورة التي تراجعت في عام 2020 بسبب الخلافات على حقوق التنقيب عن الغاز البحري لكنها استقرت في الأشهر الأخيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.