قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق اليوم الخميس إن هجوما بطائرة مسيرة استهدف حقل طاوكي النفطي الذي تديره شركة النفط والغاز النرويجية (دي إن أو) في منطقة زاخو شمالي العراق.
وهذا هو الهجوم الثاني على الحقل منذ بداية موجة هجمات بطائرات مسيرة مطلع هذا الأسبوع.
وتعرضت 5 حقول نفطية في كردستان العراقية لهجمات بمسيّرات خلال هذا الأسبوع.
ولم تتسبب أي من الهجمات بخسائر بشرية، ولكنها أدت إلى خفض إنتاج الخام بما يتراوح بين 140 و150 ألف برميل يوميا وإغلاق حقول عدة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وأدانت وزارة الموارد الطبيعية بشدة “هذه الهجمات الإرهابية (..) التي تهدف إلى ضرب البنية التحتية الاقتصادية لإقليم كردستان وخلق مخاطر على سلامة الموظفين المدنيين في القطاع النفطي”، موضحة أنها “ألحقت أضرارا كبيرة بالبنية التحتية للحقول”.
ودعت الوزارة “جميع الجهات ذات الصلة في الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي إلى التدخل في أسرع وقت ممكن لحماية أرواح الموظفين المدنيين وأمن الطاقة ومنع مزيد من الهجمات على القطاع النفطي في كردستان”.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهد العراق -ولا سيما إقليم كردستان- هجمات عدة بمسيّرات وصواريخ لم تحدد السلطات الجهات التي تقف وراءها.
وأعلنت سلطات إقليم كردستان إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة الاثنين الماضي قرب مطار أربيل الدولي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجمات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة، في حين تعهدت بغداد بالتحقيق لتوضيح الملابسات.
لكن مسؤولا كرديا -طلب عدم الكشف عن هويته- اتهم الحشد الشعبي -وهو تحالف فصائل عراقية موالية لطهران بات منضويا في القوات الحكومية- بالوقوف وراء الهجمات.
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الأربعاء “نحمّل الحكومة العراقية المسؤولية، لأنها تمول قوات الحشد الشعبي التي تهاجم البنية التحتية النفطية”.
وكانت سلطات إقليم كردستان اتهمت في 3 يوليو/تموز الماضي قوات الحشد الشعبي بتنفيذ هجوم بمسيّرة قرب مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاءت الهجمات الأخيرة في وقت تتفاقم التوترات بين بغداد وأربيل بشأن صادرات نفط كردستان العراق التي توقفت عبر ميناء جيهان التركي منذ أغلقت تركيا خط الأنابيب في 2023 بسبب نزاعات قانونية ومشاكل فنية.
وفي بيان صدر مساء أمس قالت “جمعية الصناعة النفطية بإقليم كردستان” (أبيكور) -التي تمثل 8 شركات نفط عالمية عاملة في الإقليم- إن أغلبية الشركات الأعضاء فيها -بما في ذلك تلك التي لم تُستهدف حقولها بهجمات في الفترة الأخيرة- أعلنت تعليق الإنتاج بما يزيد على 200 ألف برميل يوميا”.
وقال المتحدث باسم التجمّع مايلز كاغينز “تلتزم شركاتنا الأعضاء باستئناف إنتاج النفط وبيعه في أقرب وقت ممكن”، مضيفا “نحن مستعدون لوضع نفطنا في خط أنابيب العراق-تركيا بمجرد التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل والشركات”.
خلفيات الهجوم
قال الخبير الأمني والعسكري فاضل أبو رغيف إن استهداف القطاع النفطي في العراق يعود إلى أسباب مركبة، أبرزها السعي لإيقاف النمو الاقتصادي في تلك المناطق لكنه شدد على أن جذور هذه الاستهدافات سياسية وتتجاوز حدود العراق نحو دول إقليمية قد ترعى أو تحرض أطرافا لتنفيذ الهجمات بهدف خلط الأوراق أو تحقيق بروبوغاندا سياسية.
وأوضح أبو رغيف في تصريحات للجزيرة نت أن الجهات المنفذة لهذه الهجمات متعددة، مشيرا إلى أن الجهة التي استهدفت رادارات في محافظة ذي قار أو معسكر التاجي جنوب العراق تختلف عن تلك التي قصفت مطار كركوك شمال البلاد، كما أن الجهة التي استهدفت مطار أربيل تختلف عن التي ضربت آبار النفط مؤكدا أن هذه السيناريوهات تعكس تعدد المنفذين وتنوع مصالح الأطراف المتورطة.
وأضاف أن هذه الهجمات تترك تداعيات خطيرة على بيئة الاستثمار في العراق إذ تقدم رسائل سلبية للشركات الدولية عن هشاشة الأمن وكون العراق ما يزال بيئة طاردة للاستثمار، مشددا على أن أصل هذه المشكلات سياسي ويتصل بالخلافات حول المغانم والمناصب وتوزيع العقود والثروات بما ينعكس سلبا على الاقتصاد العراقي ككل.