قال الخبير العسكري العقيد نضال أبو زيد إن تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن احتلال مدينة غزة غير دقيقة، ولم تُبن على تقدير موقف استخباراتي دقيق، مرجحا غرق القوات الإسرائيلية في مستنقع المدينة.

وأوضح أبو زيد -خلال فقرة التحليل العسكري على قناة الجزيرة- أن التقديرات متضاربة بشأن المدة الزمنية للعملية، إذ يقدّر جيش الاحتلال أنها ستستمر عاما كاملا، في حين يقدّر المستوى السياسي أنها ستستغرق 3 أشهر.

كما أن التقديرات على صعيد فاتورة الخسائر البشرية غير دقيقة، حيث استند الخبير العسكري إلى العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة وأسفرت عن قتلى وجرحى.

وفي هذا السياق، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن تقديرات الجيش “تشير إلى احتمال مقتل 100 جندي في العملية العسكرية لاحتلال غزة”.

وأوضحت القناة أن الجيش سيخوض عمليته في مدينة غزة وهو لا يؤمن بجدواها، وأن الأجهزة الأمنية تتفق مع الجيش على ذلك.

وإضافة إلى هذا، فإن جيش الاحتلال يحتاج مدة زمنية من أجل استدعاء 60 ألف جندي، في وقت ينص فيه قانون التجنيد الإسرائيلي على أن المدة لا تقل عن شهر ونصف، حسب أبو زيد.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نقلت أن الجيش سيبدأ الثلاثاء تجنيد 60 ألفا من جنود الاحتياط استعدادا لمواصلة القتال في مدينة غزة.

وأضافت القناة أنه سيتم بداية استدعاء 5 ألوية من الاحتياط قوامها 15 ألف جندي، سينتشرون على حدود لبنان وسوريا وفي الضفة الغربية لتمكين الجنود النظاميين من القتال في غزة.

ووفق الخبير العسكري، فإن هذا التضارب في الأرقام والتقديرات يفسر سبب توصية المستويين الأمني والعسكري الإسرائيلي بضرورة الذهاب إلى المسار التفاوضي لإبرام صفقة تبادل، لأنه أكثر من يدرك حجم التعقيدات والخسائر وغيرها، وفق الخبير العسكري.

وبناء على ذلك، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أمام 3 أزمات مركّبة، وهي “المطلوب”، و”المفروض”، و”المفروض عليه”.

ويُطلب من زامير تطبيق عملية عسكرية وتحقيق أهداف، في حين يُفرض عليه رقم من الاحتياط لا يستطيع تجنيده في ظل عزوف ما يقارب 40% عن الالتحاق بالخدمة، كما أنه لا يستطيع بنفس الوقت استيعاب كل هذا العدد.

وتوقع الخبير العسكري أن يؤدي هذا الواقع إلى فرض معادلة جديدة على الصراع عنوانها أن القتال سيكون بمعادلة سياسية وليست عسكرية، مما سيؤدي إلى تخبط كبير وغرق جيش الاحتلال في مستنقع مدينة غزة.

وكانت صحيفة هآرتس قد ذكرت قبل أيام -نقلا عن جيش الاحتلال- أن 900 جندي وضابط قُتلوا منذ معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

شاركها.
اترك تعليقاً