أكّدت الولايات المتّحدة الأربعاء أنّها تواصل العمل من أجل تأمين عودة جندي أميركي فرّ إلى كوريا الشمالية، رافضة التعليق على تصريحات نسبتها إليه بيونغ يانغ.

وكانت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية قد أبلغت في وقت سابق أن الجندي الأميركي ترافيس كينغ يريد اللجوء إلى أرضيها أو أي دولة أخرى بسبب ما وصفته بالمعاملة غير الإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي.

ويعد هذا أول اعتراف علني من كوريا الشمالية بعبور كينغ من جارتها الجنوبية في 17 يوليو/ تموز الماضي.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل “ما زلنا نركّز على تأمين عودته”.

وأوضح أنّ “أولوية الإدارة هي إعادة الجندي كينغ إلى الوطن، ونحن نعمل من خلال جميع القنوات المتاحة لتحقيق هذه النتيجة”.

وأكّد باتل أنّه لم يجرِ أيّ اتصال مع كوريا الشمالية منذ بيان الثلاثاء، وأنّ الولايات المتّحدة تبذل جهودا عبر السويد التي ترعى المصالح الأميركية في بيونغ يانغ.

وسبق لواشنطن أن قالت إنّ كينغ عبَر الحدود في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية “عمدا ودون إذن”.

اجراءات تأديبية

وأفاد الجيش الأميركي في وقت سابق أنه كان مقررا أن يعود كينغ، وهو جندي من الصف الثاني جند في 2021، إلى الولايات المتحدة لمواجهة إجراءات تأديبية عندما غادر مطار إنشيون في سول وانضم إلى مجموعة سياح يزورون المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين ثم عبَر الحدود.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن محققين كوريين شماليين خلصوا -أيضا- إلى أن كينغ عبَر عمدا وبشكل غير قانوني بقصد البقاء في كوريا الشمالية أو في دولة ثالثة.

وأضافت الوكالة أن كينغ اعترف خلال التحقيق بأنه قرر القدوم إلى كوريا الشمالية “لشعوره بالضيق من سوء المعاملة غير الإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي”، مشيرة إلى أنه “يكنّ ضغينة” للجيش الأميركي.

وتعليقا على هذه الأنباء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحفيين “نلفت عناية الجميع إلى النظر في المصدر. هذا مهم للغاية”.

وأضافت “لا يغير ذلك أي شيء. نريد ضمان عودة آمنة له إلى لوطن”.

وكثيراما تسلط الدعاية الكورية الشمالية الضوء على العنصرية في الولايات المتّحدة.

وقبل عبوره الحدود، أوقفت سلطات كوريا الجنوبية ترافيس كينغ فترة بتهمة الاعتداء وكان مقررا إعادته إلى الولايات المتحدة حيث كان من المحتمل أن يواجه إجراء تأديبيا.

وضع ومشكلات

ولم يحدد الجيش الأميركي بعد وضع الجندي البالغ من العمر 23 عاما، وهو مؤهل لاعتباره أسير حرب لأنه جندي في الخدمة الفعلية، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا تزالان في حالة حرب من الناحية النظرية، فقد انتهت الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام، لا تزال شبه الجزيرة الكورية من الناحية الفنية في حالة حرب في حين تشرف قيادة الأمم المتحدة على الهدنة.

وقال مسؤولون أميركيون إن هناك عوامل تحرم كينغ من الحصول على وضع أسير الحرب منها قراره العبور إلى كوريا الشمالية بمحض إرادته بزي مدني.

والتحق كينغ بالجيش الأميركي في يناير/كانون الثاني 2021، وهو أحد أفراد سلاح الفرسان الكشفي ضمن قوة التناوب الكورية، وهو جزء من الالتزام الأمني الأميركي تجاه كوريا الجنوبية.

لكنه يعاني من مشكلات قانونية، إذ تشير وثائق قضائية إلى أنه يواجه زعمين بالاعتداء في كوريا الجنوبية، وأقر في النهاية بأنه مذنب في إحدى واقعتي الاعتداء وتدمير الممتلكات العامة لإلحاق الضرر بسيارة شرطة. وكان من المنتظر أن يواجه المزيد من الإجراءات التأديبية لدى عودته إلى الولايات المتحدة.

وكان كينغ قد أنهى فترة الاعتقال العسكري قبل أن ينقله الجيش الأميركي إلى المطار للعودة إلى وحدته في الولايات المتحدة، لكنه غادر المطار وانضم إلى جولة في المنطقة الحدودية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.