أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي نزار كريكش أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة يصر على الاستمرار في الحكم وفق اتفاق جنيف، ولن يتركه إلاّ بانتخابات حرة ونزيهة، ولن يرضى بحكومة موازية ولا بقوانين تفصل على مقاس بعض الأطراف.

جاء ذلك في تعليقه على تصريحات للدبيبة في اجتماع الحكومة بمدينة غدامس جنوبي غربي ليبيا، والتي قال فيها إن حكومته ترفض المراحل الانتقالية والحكومات الموازية، وإن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لاستقرار ليبيا.

وقال كريكش إن الاجتماع الذي عقده الدبيبة مع حكومته في جنوبي غربي البلاد هدفه توجيه رسائل لمختلف الأطراف الليبية مفادها أنه يوجد في المنطقة الغربية وفي أغلب المناطق في ليبيا.

وبالنسبة للخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام، فإن الدبيبة يفتخر لكونه أعاد نوعا من الاستقرار لليبيا خلال السنتين الماضيتين، وهو يمثل حكومة وحدة وطنية وصلت إلى السلطة باتفاق جميع الأطراف، وهناك توافق على قيادته من الخارج ومن الداخل، وهو يرى أن إزاحة حكومته سيعيد البلاد مرة أخرى إلى الفوضى.

وفي تعليقه على تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي الأخيرة لقناة الجزيرة بشأن التطورات في ليبيا، أوضح صيام أنه فهم منها أن اتفاقا بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري سيدخل البلاد في أزمة شديدة.

وكان باتيلي دعا في تصريحاته للجزيرة إلى حل قضية وجود حكومتين في البلاد، وقال إن من المهم أن تشارك كل الأطراف في العملية السياسية للتوصل إلى اتفاق شامل.

وبحسب صيام، فقد قدم المبعوث الأممي ملاحظات كثيرة لجميع الأطراف حول موضوع الإطار الانتخابي، وأعطى ملاحظاته إلى “لجنة 6+6” (المشكلة من مجلسي النواب والدولة)، لكن بعض ملاحظاته لم يؤخذ بها، كما أقر باتيلي نفسه.

وكشف صيام -في حديثه لحلقة (2023/8/3) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن المبعوث الأممي يخشى اتفاقا بين مجلس النواب والمجلس الأعلى بشأن وضع حكومة معينة، الأمر الذي سيؤدي إلى خلق مشاكل جديدة في ليبيا.

وللإشارة، ففي السادس من يونيو/حزيران الماضي وبعد مباحثات استمرت لنحو أسبوعين بمدينة بوزنيقة بالمغرب، أعلنت “لجنة 6+6” توقيع أعضائها على القوانين الانتخابية المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة ومجلسي النواب والشيوخ المقبلين.

باتيلي يرفض حكومة ثانية في ليبيا

ومن وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي الليبي كريكش، فقد رفض المبعوث الأممي مخرجات “لجنة 6+6” بطريقة دبلوماسية، وهو يؤمن بضرورة مشاركة كافة القوى السياسية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.

وقال إنه من الواضح من تصريحات باتيلي أنه يرفض حكومة ثانية في ليبيا، كما يصر خالد المشري وعقيلة صالح.

وبشأن المخرج من الأزمة الراهنة في ليبيا، يرى كريكش أن المخرج يكون بمبادرة إقليمية وليس بمبادرة محلية أو دولية، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية الحاصلة مثل التوافق المصري التركي.

والموقف نفسه عبّر عنه الخبير في شؤون الأمم المتحدة بقوله إن المخرج يكون بحل إقليمي يدعمُ من مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى توافق إقليمي يحصل حاليا، وانشغال مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة بمكان آخر غير ليبيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.