وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة لمدن الضفة الغربية بأنها “مؤامرة خطيرة”، وتؤكد استخفاف الاحتلال بالجميع، بالسلطة الفلسطينية وبكل من شاركوا في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة اللذين تعهد خلالهما الاحتلال بوقف التصعيد والتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2023/6/8) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن ما يقوم به الاحتلال يؤكد أيضا خطأ السلطة الوطنية الفلسطينية في ذهابها إلى شرم الشيخ والعقبة، وفي مواصلة تنسيقها الأمني مع إسرائيل، مؤكدا أن الاقتحامات الإسرائيلية لا تستثني مناطق السلطة بما فيها رام الله وأريحا.

وإلى جانب الاقتحامات المستمرة لمدن الضفة الغربية وعمليات الاغتيال التي تستهدف حتى الأطفال، تعمل إسرائيل -وفق البرغوثي- على تشجيع الفلتان الأمني وزرع الجريمة المنظمة في المدن الفلسطينية، بالإضافة إلى مواصلة بناء المستوطنات، وآخرها تشريع سلطات الاحتلال لبناء 70 مستوطنة جديدة.

وأصيب 16 فلسطينيا بينهم صحفيون، إثر إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي والمعدني على مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله ليلة الخميس. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت رام الله بأكثر من 50 آلية عسكرية وطائرات مسيرة، وفرضت عليها حصارا، قبل تفجيرها منزل عائلة الأسير إسلام فروخ.

ومن جهته، قال المتحدث باسم حركة فتح، الدكتور حسين حمايل إن الشعب الفلسطيني يتعرض لإجرام يومي، من خلال القتل وهدم البيوت وسلب الأراضي من طرف المستوطنين، وذلك وفق خطة إسرائيلية ممنهجة ما كانت أن تنجح لولا الصمت الدولي والعربي والإسلامي، مشددا على أن الاحتلال يخطئ في حساباته، لأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وسيواصل كفاحه ضد هذا الاحتلال.

كلام على الورق

أما بخصوص موقف السلطة، فرفض قول البرغوثي إن السلطة أخطأت بذهابها إلى اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، قائلا في هذا السياق إن البعض يحاول تحرير فلسطين من خلال الشعارات، وإن السلطة الفلسطينية ليست ساذجة بذهابها إلى الاجتماعين، مؤكدا أن حركة التحرير الوطني (فتح) التي تدعم السلطة والقيادة الفلسطينية على استعداد للجلوس مع الجميع من أجل إيجاد الحل.

وبينما أكد أن كلام الأميركيين على الورق كان جميلا خلال اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، انتقد المتحدث باسم “حركة فتح” الدعم الأميركي لإسرائيل، وقال إن الفلسطينيين لا يراهنون على الدور الأميركي، بل يراهنون على أنفسهم ويراهنون على صمودهم وعلى عدالة قضيتهم.

في حين رأى البرغوثي أن “المؤمن لا يلدغ مرتين”، وأن ما يجب على السلطة الوطنية الفلسطينية فعله هو أن تتجه للوحدة الوطنية وأن تتخلى عن نهج التفاوض، كاشفا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منح إسرائيل مليار دولار لتطوير سلاحها.

وفي المقابل، برر ريتشارد غولدستون، المبعوث الخاص السابق للرئيس كلينتون إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، ما تفعله إسرائيل من تصعيد ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أنها انسحبت من قطاع غزة، ولكن النتيجة كانت آلاف الصواريخ تطلق من هناك.

ودافع عن ما سماها ديمقراطية إسرائيل، مبرزا أن مساعدات واشنطن لها وللسلطة الوطنية الفلسطينية لا تقلل من شأن التزام الولايات المتحدة الأميركية بمسألة حل الدولتين.

وتشهد الأراضي الفلسطينية حالة توتر متصاعدة جراء استمرار قوات الاحتلال في عمليات اقتحام مدن وبلدات بالضفة، يتخللها مواجهات مع الفلسطينيين.

ويذكر أن التصعيد الإسرائيلي يأتي في ظل لقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمُنظمة التحرير الفلسطينية الوزير حسين الشيخ، مع المُمثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، حيث بحثا آخر التطورات والمستجدات السياسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.