أعلن مجلس الوزراء اللبناني اليوم (الإثنين) التزامه بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعدم استخدام لبنان منصّة للتهجم على الدول الشقيقة، مشدداً خلال جلسة ترأسها الرئيس جوزيف عون بحضور رئيس الوزراء نواف سلام في في قصر بعبدا على مدى أربع ساعات، على احتكار الدولة حمل السلاح وبسط سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً.
واستعرض الرئيس اللبناني أبرز مضامين مسوّدة البيان الوزاري، خلال جلسة مجلس الوزراء، موضحاً أن كل وزارة ستضع خطة عملها وفقاً لتوجهات البيان.
وأشار إلى أن المسوّدة تتضمن نحو 80% من اتفاق الطائف، وثيقة الوفاق الوطني، فيما يشكل خطاب القَسَم نحو 20% منها، فيما شدد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على السرعة القياسية في صياغة البيان الوزاري.
وأكد المجلس في بيانه على ضرورة تحرير جميع الأراضي اللبنانية، والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 1701 دون اجتزاء أو انتقاء، متمسكاً بالترتيبات التي أقرتها الحكومة السابقة في 27 نوفمبر الماضي.
وأشار المجلس إلى ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المحاور، وتنظيم العلاقة مع سورية عبر حوار جاد، وضبط الحدود، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وضمان عودة النازحين السوريين، ملتزماً بإعادة الإعمار بشفافية عبر صندوق دعم مخصص لهذا الغرض، وتعزيز مقومات العيش الكريم، وتطبيق برنامج صندوق النقد الدولي بالتشاور والنقاش، واستكمال عودة المهجرين، وتعزيز التعليم، وتمكين دور المرأة، والمحافظة على البيئة، وتعزيز دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي وفق ما ينص عليه القانون، وتطبيق المساءلة والمحاسبة المالية والإدارية في جميع الوزارات والإدارات العامة و إجراء التعيينات، لاسيما في مجالس الإدارة والهيئات الناظمة، وخصوصاً في قطاعات الكهرباء، الاتصالات، الطيران المدني، والإعلام.
وأدخل المجلس تعديلات إضافية على البيان الوزاري، شملت التأكيد على أهمية الإعلام اللبناني والحريات العامة، وتم ذكر مصطلح «الحريات العامة» ثلاث مرات، ووافق مجلس الوزراء على هذا التعديل، مبيناً أن هناك مواضيع ذات أولوية كالمطار والحدود اللبنانية السورية.
وفي ختام الجلسة، تناول الرئيس عون موضوعين رئيسيين أبرزهما الوضع في المطار، وأكد على حماية الحق في التظاهر السلمي دون تجاوز القانون أو قطع الطرقات، مشدداً على أن الأمن خط أحمر ويجب الحفاظ عليه.
وأشار إلى وجود ملفين قيد المتابعة القضائية، كما تطرق للحدود اللبنانية السورية، وشدد على موقف الدولة الحازم في الدفاع عن حدودها.
وأوضح أنه عبّر عن ذلك في اتصالاته الخارجية، وفي التوجيهات التي أصدرها للقوى العسكرية والأمنية المختصة.