تتوالى انسحابات الأطراف السياسية من الانتخابات النيابية القادمة المقررة في شهر نوفمبر 2025، فبعد تأكيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعة تياره، وسبقه رئيسا الوزراء السابقان حيدر العبادي ومصطفى الكاظمي، جاء دور البيت الكردي ممثلا بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني، الذي يتجه للانسحاب ومقاطعة الانتخابات القادمة، على خلفية تفاقم الأزمة بين حكومة الإقليم والمركز بسبب قضية رواتب موظفي إقليم كردستان المجمدة منذ أكثر من شهرين.

الإطار التنسيقي (المشكل لحكومة السوداني)، يعيش حالياً أقصى الضغوطات السياسية لخشيته أن يكون الخاسر الأكبر في الانتخابات القادمة، إذ بدأ رئيس الحكومة الحالي تشكيل كتلة سياسية بمعزل عن الإطار التنسيقي، وتلميح مقتدى الصدر من خلال إحدى منشوراته أنه قد يعطي أوامره لجمهور التيار الصدري بالتصويت لكتلة (لم يسمها) تسعى إلى حل الحشد الشعبي وسحب السلاح المنفلت ومحاربة الفساد، وبالتأكيد لن يكون هذا التصويت لصالح الإطار التنسيقي نظراً للخلافات الكبيرة مع أعضائه، علماً أن غالبية نواب الإطار التنسيقي نالوا عضوية مجلس النواب بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري البالغ عددهم 72 نائباً.

لكن الأمر الأخطر ما جاء في مقابلة رئيس مجلس النواب الحالي محمود المشهداني مع إحدى الفضائيات العراقية وقوله: «هناك رسائل أمريكية وجهت إلى جميع القادة السياسيين بضرورة حل الحشد الشعبي وسحب السلاح المنفلت، وهو ما قد يضعف الإطار التنسيقي تحديداً في الانتخابات النيابية القادمة بشكل أكبر».

وأضاف المشهداني أن العراق قد يكون مقبلاً على موجة احتجاجات كبيرة، وقد نلجأ لتشكيل حكومة طوارئ، ما يعني أنه يفترض أن الانتخابات قد لا تحدث في موعدها المحدد بعد ثلاثة أشهر من الآن.

هذه الأحداث التي تتسارع في العراق، تطرح تساؤلات ومخاوف الشارع العراقي:

ماذا لو جرت الانتخابات وفشل الإطار التنسيقي والذي يضم في أطرافه غالبية قادة الفصائل المسلحة؟ هل سيعترفون بنتائجها ويتقبلونها؟ أم سيسعون لبث الفوضى والاحتجاجات المشابهة لما حدث في الانتخابات الماضية عندما حقق التيار الصدري مقاعد الأغلبية؟ ماذا لو فازت كتلة مدعومة من جمهور التيار الصدري وأرادت سحب السلاح المنفلت وحل الحشد الشعبي ومحاسبة الفاسدين؟ هل سيحدث تصادم مسلح بين الحكومة القادمة والفصائل المسلحة؟

الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة قد تكشف لنا إجابات عن كل هذه المخاوف والتساؤلات والهواجس التي يعيشها الشارع العراقي.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً