في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، تزايدت الآمال في تحقيق تقدم نحو اتفاق وقف إطلاق نار دائم. حيث رحبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بتصريحات نسبت إلى مسؤولين في البيت الأبيض، تفيد برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسريع وتيرة المفاوضات. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل الهدنة، والعقبات التي قد تعترض طريق تنفيذ المراحل القادمة، ودور الأطراف المختلفة في تحقيق الاستقرار المنشود في غزة.

تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

أكد الناطق باسم حماس في غزة، حازم قاسم، ترحيب الحركة بأي جهد يهدف إلى المضي قدمًا في اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية. وأوضح قاسم أن الانتقال للمرحلة الثانية مرتبط بتسليم الأسرى الأحياء والجثث، وأن إسرائيل تضع شروطًا إضافية لإعاقة هذا الانتقال.

وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن إدارة ترامب تسعى إلى إعلان مجلس سلام وتشكيل حكومة تكنوقراط وقوة استقرار في القطاع خلال شهر يناير القادم. هذا الطموح يواجه تحديات كبيرة، خاصةً مع وجود خلافات إسرائيلية داخلية حول تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق.

عقبات إسرائيلية وموقف أمريكي متزايد الاستياء

تؤكد التقارير أن فريق ترامب يزداد استياءً من خطوات نتنياهو التي تقوض الاتفاق، حيث اتهم مسؤول أمريكي إسرائيل بالمماطلة وخرق بنود وقف إطلاق النار في بعض الأحيان. ويشير مسؤول آخر إلى أن إسرائيل قد تكون نادمة على اتفاق غزة.

هناك تبايُن في المواقف بين المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر من جهة، وموقف نتنياهو من جهة أخرى، مما يعكس صعوبة التوصل إلى توافق حول الخطوات التالية. اتفاق غزة يواجه تعثرًا، ويبدو أن الجمود ليس تقنيًا بقدر ما يتعلق بحسابات إسرائيلية داخلية وشروطًا إضافية تهدف إلى استكمال الاتفاق.

تشكيل حكومة فلسطينية وتحديات إعادة الإعمار

تتفق حماس والجهاد الإسلامي على ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط وطنية فلسطينية تتولى إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة إعمار غزة. ويشدد الناطق باسم الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، على أهمية أن تتكون الحكومة من كفاءات فلسطينية مستقلة من أهل غزة، لضمان فهمهم للواقع المحلي.

ويضيف الحاج موسى أن الحكومة يجب أن تحصل على تفويض من جسم فلسطيني شرعي وتمثيلي، يحظى بإجماع وطني، للحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل. كما يؤكد على ضرورة أن يكون للمجلس دور إشرافي على عملية إعادة الإعمار وتقديم المساعدات لقطاع غزة.

خروق مستمرة و التزام المقاومة

على الرغم من الاتفاق، تستمر إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار، حيث وثقت وزارة الصحة استشهاد وإصابة مئات الغزيين منذ التوصل للاتفاق في أكتوبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، تستمر عمليات النسف للمنازل والمباني في مناطق مختلفة من القطاع.

وعلى الرغم من هذه الخروق، تؤكد حركتا حماس والجهاد الإسلامي التزامهما بما وافقتا عليه بموجب الهدنة في غزة، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات الإسرائيلية. ويشير الحاج موسى إلى أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ الاتفاق، بل خرق بنوده بشكل متكرر، مما يقوض مصداقية الاتفاقيات.

مسؤولية أمريكية والتطلعات المستقبلية

يطالب الحاج موسى بالإسراع بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يجب أن تفضي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وفتح معبر رفح والمعابر الأخرى، وإدخال المواد الإغاثية دون قيود، وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم. ويشدد على رفض حركته لأي حديث عن نزع سلاح المقاومة.

ويحمّل الحاج موسى الإدارة الأمريكية مسؤولية إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق كاملاً، ويتهمها بالتواطؤ مع الاحتلال وتغطية خروقه اليومية. ويرهن نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بالتنفيذ الكامل لاستحقاقات الاتفاق، ووقف التواطؤ الأمريكي والصمت الدولي إزاء الجرائم الإسرائيلية.

في الختام، يظل مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة معلقًا على التزام الأطراف بتنفيذ بنوده، ووقف الخروق المستمرة، وتوفير الدعم اللازم لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار المنشود. يتطلب ذلك جهودًا دولية مكثفة وضغوطًا على إسرائيل للالتزام بالتزاماتها، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. من الضروري متابعة التطورات على الأرض، والعمل على إيجاد حلول مستدامة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقيق السلام العادل والدائم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version