في رد حاد ومباشر، نفت وزارة الخارجية الصينية اليوم (الإثنين) اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإجراء بلادها تجارب نووية سرية تحت الأرض، مؤكدة التزامها بـ«المسار السلمي» ودعوة واشنطن إلى احترام المعاهدات الدولية.

جاء هذا النفي بعد تصريحات ترمب المثيرة للجدل في مقابلة تلفزيونية مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» التي بثت الأحد، حيث اتهم روسيا والصين بإجراء تجارب نووية غير معلنة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستستأنف اختباراتها النووية لـ«الرد على الآخرين».

وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ عن «الرفض القاطع» للاتهامات، قائلة: «الصين ملتزمة دائماً بسياسة عدم الاستخدام الأول للأسلحة النووية، وتحافظ على استراتيجية دفاعية، وتلتزم بتعليق التجارب النووية منذ 1996».

ودعت بكين واشنطن إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب CTBT، واتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على التوازن الاستراتيجي العالمي»، كما حذرت من أن مثل هذه التصريحات «تهدد نظام منع الانتشار النووي الدولي».

إعلان نووي مفاجئ من ترمب

ويعود السياق إلى إعلان مفاجئ أدلى به ترمب الخميس الماضي عبر منصة «تروث سوشيال»، قبل دقائق من لقائه الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، حيث أمر وزارة الحرب الأمريكية بـ«بدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة» مع الدول الأخرى.

وفي المقابلة مع «60 دقيقة»، قال ترمب صراحة: «روسيا تجري تجارب، والصين تجري تجارب، لكنهما لا تتحدثان عنها»، مضيفاً أن كوريا الشمالية وباكستان تنضمان إلى هذه القائمة، مؤكداً أن الولايات المتحدة، التي توقفت عن التجارب النووية التفجيرية منذ عام 1992، لن تظل «الدولة الوحيدة التي لا تجري تجارب»، مشيراً إلى أن ترسانتها النووية «تكفي لتفجير العالم 150 مرة».

توترات متصاعدة بين بكين وواشنطن

وتأتي هذه التصريحات في خضم توترات متصاعدة بين واشنطن وبكين، حيث أجرت الصين توسعاً سريعاً في ترسانتها النووية، بما في ذلك بناء صوامع صواريخ جديدة، لكن آخر تجربة تفجيرية لها تعود إلى عام 1996.

كما أن روسيا أعلنت أخيراً اختبارات لصواريخ كروز نووية الدفع مثل «بوري فيستنيك»، لكنها نفت أنها تجارب نووية حقيقية، أما الولايات المتحدة، فهي موقعة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية منذ 1996، التي تحظر جميع التفجيرات النووية، ومع ذلك، أوضح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت لاحقاً أن الاختبارات المخطط لها «لن تشمل تفجيرات نووية»، بل «اختبارات على الأنظمة» لضمان سلامة المكونات غير النووية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً