أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)، أنه لا يرغب في عقد اجتماع «شكلي» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشدداً على أن قمة المجر يجب أن تكون «ذات جدوى» وتُفضي إلى نتائج ملموسة، لا مجرد لقاءات بروتوكولية لا تُحقق تقدماً حقيقياً. جاء ذلك رداً على سؤال بشأن القمة المزمع عقدها في المجر.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن لقاء الزعيمين يتطلب «تحضيراً جاداً، ومساحة من الوقت».

وفي حديثه إلى صحفيين في البيت الأبيض، قال ترمب إنه لم يتخذ قراراً بشأن الاجتماع، الذي كان الرئيس يريد عقده قريباً في بودابست.

وأشار ترمب إلى أنه لا يريد «إضاعة الوقت»، موضحاً أنه أبرم «اتفاقات سلام عظيمة، جميعها اتفاقات قوية وراسخة، لكن هذا الاتفاق مختلف».

واستدرك الرئيس الأمريكي: «ما زلت أرى فرصة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.. سنرى ما سيحدث، لم نتخذ قراراً بعد».

وأضاف أن «أحداً لا يمكنه أن يعرف ما الذي سيحدث، لكن هناك كثيراً من التطورات الجارية على جبهة الحرب بين أوكرانيا وروسيا.. سيتم إبلاغكم خلال اليومين القادمين بما سنقوم به».

وقال مسؤول في البيت الأبيض، أمس، إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي، والروسي «في المستقبل القريب»، فيما نقلت «» عن دبلوماسيين القول إن رفض موسكو للوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا، يعرّض القمة المحتملة للخطر.

وأضاف المسؤول أنه لا خطط أيضاً لعقد اجتماع مباشر بين وزير الخارجية ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، موضحاً أن اتصالهما الهاتفي، الإثنين، كان «مثمراً».

يأتي ذلك بعدما أعلن ترمب بعد اتصال هاتفي استمر أكثر من ساعتين مع بوتين الخميس الماضي أنه سيعقد قمة أخرى مع الرئيس الروسي في العاصمة المجرية بودابست لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال «الكرملين» إنه لم يكن هناك موعد محدد لقمة ترمب وبوتين، وقال متحدثٌ باسم بوتين: «لا يُمكن تأجيل ما لم يكن مُقرراً».

وفي وقت سابق، أمس، قال لافروف إنه أجرى محادثة مفصلة للغاية مع نظيره الأمريكي، مشيراً إلى أنهما اتفقا على مواصلة الاتصالات.

وذكر لافروف في مؤتمر صحفي أنه أكد مع روبيو عزم البلدين على المضي قدماً ضمن ما جرى الاتفاق عليه في قمة ألاسكا، التي عقدت بين الرئيسين الأمريكي والروسي في أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن لقاء الزعيمين يتطلب «تحضيراً جاداً، ومساحة من الوقت».

وعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، شدّد لافروف على أن وقف إطلاق النار يعني استمرار تسليح كييف.

واعتبر وزير الخارجية أن ما سماها «العملية العسكرية الروسية الخاصة» في أوكرانيا تحقق أهدافها، وقال: «لا شك أنها ستكتمل بنجاح».

«الوثيقة غير الرسمية»

وقال مسؤولان أمريكيان ومصدر مطلع، أمس، إن روسيا جددت شروطها السابقة لإبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، في بيان خاص أُرسل إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع تحت اسم «الوثيقة غير الرسمية».

وأضاف أحد المسؤولين الأمريكيين أن البيان أعاد التأكيد على مطلب روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية بالكامل، وهو موقف يتعارض فعلياً مع موقف الرئيس الأمريكي الحالي، المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية.

ولم يرد البيت الأبيض والسفارة الروسية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.

وتأتي أنباء الوثيقة غير الرسمية -وهو مصطلح دبلوماسي يُستخدم للتعبير عن وثيقة غير رسمية الغرض منها إيصال موقف طرف إلى آخر- في الوقت الذي تبدو القمة المقترحة بين ترمب وبوتين في بودابست محل شك كبير.

وفي اجتماع خاص مع فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، ذكرت وسائل إعلام أخرى أن مسؤولين أمريكيين عرضوا على الرئيس الأوكراني خطة اقترحها «الكرملين» للتخلي عن منطقة دونباس مقابل أجزاء صغيرة من منطقتَي زابوريجيا وخيرسون.

ورفض زيلينسكي هذه الخطة، ثم أعلن ترمب علناً أنه يجب تجميد خطوط المواجهة الحالية.

وقال أحد المسؤولين إن روسيا جددت موقفها السابق في «الوثيقة غير الرسمية» القاضي بعدم نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام.

صواريخ توماهوك

من جانبه، قال زيلينسكي إن روسيا «أصبحت، بشكل شبه تلقائي، أقل اهتماماً بالدبلوماسية» بسبب تأجيل قرار الإدارة الأمريكية بشأن توريد صواريخ توماهوك لأوكرانيا.

وأضاف في خطابه المسائي، أمس: «مجدداً، تبذل روسيا كل ما في وسعها للتخلي عن الدبلوماسية».

وأشار زيلينسكي إلى أن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، مثل صواريخ توماهوك، قد يجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفق ما نشر موقع «أكسيوس» الأمريكي.

اجتماع لافروف وروبيو

وأثار تأجيل الاجتماع التحضيري بين كبار مسؤولي الولايات المتحدة وروسيا، الذي كان مقرراً هذا الأسبوع، تساؤلات حول مصير القمة المرتقبة في بودابست بين الرئيسين الأمريكي والروسي، بعد نحو أسبوع فقط من الإعلان عنها.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN إن الاجتماع الذي كان مرتقباً هذا الأسبوع، بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي تم تأجيله في الوقت الحالي.

ولم تتضح على الفور أسباب إلغاء اجتماع هذا الأسبوع، غير أن أحد المصادر قال إن «روبيو ولافروف كانت لهما توقعات متباينة بشأن إمكانية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا».

كما لم يتضح بعد ما إذا كان تأجيل الاجتماع التحضيري بين لافروف وروبيو سيؤثر في نهاية المطاف على القمة المنتظرة بين ترمب وبوتين في بودابست.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً