أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع روسيا، وما تشهده هذه العلاقات من تطور مطرد في مختلف المسارات، خصوصاً في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تمثّل الإطار الحاكم للتعاون الثنائي.
وتناول وزير الخارجية المصري، خلال اتصال له مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف في إطار التشاور الدوري والتنسيق المستمر بين البلدين حول العلاقات الثنائية والقضايا محل الاهتمام المشترك، مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، إذ أعرب الوزيران عن ارتياحهما لما تشهده العلاقات من تطور ملموس، مؤكدين الحرص المتبادل على مواصلة تعزيز التعاون القائم في مختلف المجالات.
وأعرب وزير الخارجية عن التقدير للزخم القائم في آليات التشاور السياسي واللجان الفنية المشتركة، وما تعكسه من إرادة سياسية قوية للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي بين البلدين.
وأشار عبدالعاطي إلى ما تحقق من تقدم ملموس في عدد من مجالات التعاون الاستراتيجي، وفي مقدمتها مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، كما تناول مشروع المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسبل دعم الاستثمارات الصناعية الروسية في الصناعات المختلفة.
وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية وفى مقدمتها الوضع في غزة، إذ استعرض الوزير عبدالعاطي جهود الوساطة الحثيثة التي تبذلها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى، مشيراً إلى وجود تقدم مهم تم إحرازه في هذا الصدد، وأنه انعكس في المشاورات الأخيرة التي تمت بالقاهرة مع الوفد الفلسطيني، والتي تركزت على المقترح المطروح من المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذى وافقت عليه حركة حماس، مؤكداً أن الكرة أصبحت في ملعب إسرائيل.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى ضرورة الضغط على إسرائيل للموافقة على المقترح بما يسهم في التخفيف من تداعيات الكارثة الإنسانية في غزة، كما تناول وزير الخارجية التحضيرات الجارية لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
كما تناول الاتصال عدداً من الملفات محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملف المياه، إذ تناول عبدالعاطي شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائي المصري، وأطلع نظيره الروسي على موقف مصر المستند الى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة.
وأوضح وزير الخارجية المصري ضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المشتركة على أساس القانون الدولي، مشدداً على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي، ومؤكداً أن مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية أمنها المائي.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أكد عبدالعاطي أهمية الالتزام بالمسارات الدبلوماسية، وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يُسهم في تعزيز الثقة المتبادلة، وخلق مناخ مواتٍ لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وعلى الصعيد الدولي أطلع الوزير لافروف الوزير عبدالعاطي على نتائج القمة الأمريكية-الروسية التي انعقدت في ألاسكا يوم 15 أغسطس الجاري، منوهاً بما تمثله من إسهام في تهيئة مناخ مواتٍ لمعالجة الأزمة الأوكرانية.
ومن جانبه أعرب الوزير عبدالعاطي عن متابعة مصر باهتمام لمجريات القمة، مؤكداً أهمية التوصل لتسوية سياسية شاملة وإعلاء الحلول الدبلوماسية سبيلاً أساسيّاً لوضع حد للنزاعات.
أخبار ذات صلة