تظهر الروايات المتعلقة بالهجرة وكراهية الأجانب الولايات المتحدة وكأنها تعج بالمهاجرين، ولكن الواقع هو أن الهجرة من شأنها أن تساعد في ضمان بقاء برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية قابلة للحياة ومستدامة.

وفي هذا الموضوع، تحدثت كريش أومارا فيغناراجا الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة “ملجأ عالمي” (Global Refuge)، في مقال بموقع “ذا هيل” الأميركي، افتتحته باستعراض تقرير وصفته بالمشؤوم حول الرعاية الطبية، صادر عن أمناء الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.

وقالت رئيسة المنظمة إن النقطة المضيئة الوحيدة في التقرير هي أن الولايات المتحدة ربما تكون قد تمكنت من تأجيل الإفلاس لمدة عام واحد، مشيرة إلى أن ذلك لا يمثل عزاء كبيرا في بلاد تواجه تحالفا ثلاثيا، بين شيخوخة السكان وتدني معدل المواليد وارتفاع الديون الفدرالية.

الهجرة ضرورة

وتتطلب هذه الحقائق المتعلقة بالأجيال إيجاد حلول على نطاق واسع، وبالتالي فإن سياسة الهجرة المدروسة تشكل على وجه التحديد شريان الحياة الذي تحتاج إليه الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي بشدة، كما ترى الكاتبة.

ونبهت فيغناراجا إلى أن ما يغيب عن ذهن القوميين هو أن المهاجرين يقدمون مساهمات اقتصادية وضريبية مباشرة، ويساهمون في التجديد الديمغرافي، ويشكلون قوى عاملة في مجال الرعاية الصحية لتوفير الرعاية الكافية للسكان المسنين، وهم يمثلون مجموعة متنوعة من المواهب والمهارات لقوتنا العاملة، مما يحفز النمو الاقتصادي.

وحسب مكتب الميزانية في الكونغرس، ستساعد الهجرة في تعزيز الاقتصاد الأميركي بنحو 7 تريليونات دولار على مدى العقد المقبل، وتوليد ما يقرب من تريليون دولار من أموال الضرائب الفدرالية.

ولا تقتصر المزايا المالية على المهاجرين ذوي المهارات العالية الحاصلين على تأشيرات عمل، فحسب دراسة جديدة أجرتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، قدم اللاجئون وطالبو اللجوء وحدهم مساهمة صافية تبلغ حوالي 124 مليار دولار في خزائن الضرائب المحلية والولائية والفدرالية من عام 2005 إلى عام 2019.

تجديد ديمغرافي

ومع التهرّم السكاني وانخفاض معدلات المواليد بين السكان الأصليين إلى أدنى مستوياتها، فإن الهجرة -حسب فيغناراجا- توفر التجديد الديمغرافي المطلوب، كما أن دخول المزيد من المهاجرين، يساهم في تنشيط القوى العاملة ودعم مجموعة أكبر من المساهمين في هذه البرامج.

ورأت الكاتبة أن ما تظهره الدراسات المتتالية من أن المهاجرين يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا ويعملون لفترة أطول ويتمتعون بمعدلات مواليد أعلى، يساعد على تعويض الاختلالات الديمغرافية الحالية التي تؤرق الولايات المتحدة.

وذكرت أن 61% من دور رعاية المسنين أبلغت عن تقييد القبول الجديد بسبب نقص الموظفين، حسب مسح أجرته جمعية الرعاية الصحية الأميركية لعام 2022، مما يعني أن العاملين في مجال الرعاية الصحية المهاجرين في وضع جيد لسد هذه الفجوات.

ودعت الكاتبة الكونغرس إلى توسيع مسارات الهجرة للعاملين المباشرين في مجال الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن أحد الاحتمالات هو اقتراح معهد بروكينغز لإنشاء فئة تأشيرة مخصصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، تكون خيارات مسار عملهم الحالية إما محددة أو مؤقتة أو موسمية.

وخلصت الكاتبة إلى أن الوقت حان لكي يدرك المسؤولون المنتخبون أن الميزة التنافسية للولايات المتحدة تكمن في رغبة الناس الدائمة في بناء مستقبل فيها، وأن هناك ثمنا تدفعه البلاد مقابل المعارضة العنيدة غير المحسوبة للقادمين الجدد، وما لم يتخذ صناع السياسات الإجراءات اللازمة، فإن الأميركيين الأكبر سنا سيضطرون بشكل غير عادل إلى تحمل هذه التكلفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.