أوضح رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور سالم صالح بن بريك أن المرحلة التي يمر بها اليمن تتطلب تكاتف الجميع، من أجل مساندة جهود الدولة للمضي في مواصلة تنفيذ الاصلاحات الشاملة وتحقيق التعافي الاقتصادي، والعبور بالبلد نحو المستقبل الآمن.

ولفت الى أن من يراهن على استغلال الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد سوف يخسر، وليس بمقدور أحد الوقوف أمام عجلة التغيير التي انطلقت، ولن يكون هناك مجال لمحاولات العبث أو الفوضى، وأن عصراً جديداً قد بدأ بالفعل. وقال سوف نخوض معركتنا بكل شجاعة من أجل تحسين أوضاع معيشة المواطنين الذين ندرك تماماً حجم معاناتهم واحتياجاتهم الحقيقية في الحياة الآمنة والمستقرة، وسنعمل على تحقيق تطلعاتهم.

وقال: لن نترك المواطن وحيداً..الحكومة سوف تكون معه، وبقوة.

وجدد التأكيد على أن الحكومة ماضية في اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها ضبط الأداء الاقتصادي وتحقيق التعافي، والتخفيف من آثار الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية، لافتاً إلى أن الحكومة تدرك حجم معاناة المواطنين وتعمل على معالجتها عبر خطة اقتصادية متكاملة تبدأ من تعزيز الإيرادات، وضبط الأسواق، وتحسين أداء مؤسسات الدولة، مؤكداً أن تحسن الأوضاع ليس مجرد وعود، بل أولوية يتم العمل على تنفيذها ميدانياً.

وأكد أن الحكومة تتابع عن كثب التطورات في الأسواق المحلية، وتولي ملف الأسعار أولوية قصوى في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لضبط المتلاعبين بأسعار السلع الأساسية، والعمل على ترجمة التراجع الملحوظ في أسعار الصرف إلى انخفاض فعلي في أسعار المواد الغذائية والخدمات.

وقال: «من المهم أن ينعكس تحسن سعر صرف الريال على أسعار السلع الأساسية والاستهلاكية، ورفض ما يقدمه بعض التجار من تبريرات في إبقاء الأسعار مرتفعة بذريعة تكاليف الاستيراد السابقة، لكون التسعير يتم وفق سعر الصرف اليومي، وتحول العائدات يومياً إلى العملات الصعبة»، مشدداً على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية في الدولة إجراءات حازمة لأن المواطن هو المتضرر الأول من هذا الخلل، ومسؤولية الحكومة حماية المستهلك والقطاع الخاص في آن واحد وتحقيق التوازن.

ووجه بن بريك وزارة الصناعة والتجارة بتشكيل فرق رقابة ميدانية فاعلة وليست شكلية في عدن والمحافظات المحررة بالتنسيق مع السلطات المحلية، وتطبيق العقوبات على المخالفين، والإعلان عن المبادرين والمتعاونين، وضمان عدم تحول فرق الرقابة الى فرق جباية وفساد، مؤكداً إعداد نشرات أسبوعية لتوعية المواطنين بحقوقهم.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن العدالة الاجتماعية والمسؤولية الوطنية تقتضي رعاية مصالح المواطنين وضبط السوق، والطريقة الفعالة لتحقيق ذلك هي إشراك الرقابة المجتمعية وتفعيلها وجعل المجتمع مسانداً للحكومة وتعزيز ثقته بها، ما يستوجب وضع آلية لتحديد الأسعار وتشكيل لجنة مشتركة من وزارة الصناعة والغرفة التجارية لوضع سياسة تسعير تستند إلى التكاليف الواقعية وهامش ربح معقول، وإلزام الشركات والمستوردين بتقديم فواتير وسندات تثبت الأسعار التي تم بها الاستيراد وربط التسعير الداخلي بها، ووضع قائمة تحدد أسعار المواد الأساسية والاستهلاكية وتحديثها أسبوعياً ونشرها في وسائل الإعلام.

ووجه خلال اجتماعه بقيادة وزارة الصناعة والتجارة بإطلاق خطوط ساخنة لتلقي الشكاوى من المواطنين والإبلاغ عن المخالفين لضبط السوق والتفاعل مع تلك الشكاوى والتعامل معها، مشدداً على أن الرقابة على الأسواق مسؤولية تضامنية تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات الحكومية والسلطات المحلية والمجتمع، وإحالة المخالفين إلى الجهات القضائية دون تهاون.

وأشار بن بريك إلى أن الحكومة ملتزمة بمواصلة جهودها في تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتعزيز الرقابة الفعلية على الأسواق، وتكثيف التنسيق بين الوزارات المختصة والسلطات المحلية والأجهزة الرقابية، بما يكفل تعزيز الحضور الميداني للدولة وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.

وأوضح أن الحكومة لا تدّخر جهداً في اتخاذ كل ما من شأنه تحسين أوضاع المواطنين، داعياً إلى التفاعل مع الحملات الرقابية والإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات بما يعزز من فاعلية الرقابة المجتمعية إلى جانب الجهود الحكومية، موضحاً أن الحكومة بالتنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي، وبجهود تكاملية بين السياسة المالية والنقدية تواصل العمل من أجل استعادة التوازن الاقتصادي، وتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار، وتحسين الخدمات العامة، ورفع كفاءة الأداء الحكومي في مختلف القطاعات الحيوية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً