عند أخطر منعطف بلغته القضية الفلسطينية وسط طريق «موحش» تسير فيه السلطة الفلسطينية وقبل الارتطام بـ«المجهول»، تحركت المملكة العربية السعودية وبتنسيق كامل مع قصر الأليزيه وأقنعت أكثر من 125 دولة التوقيع على «إعلان نيويورك» الذي يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

«إعلان نيويورك» الصادر عن الرئاسة المشتركة للمؤتمر الدولي للسلام باريس والرياض والذي وقعت عليه نحو 125 دولة والصادر عن وزراء خارجية أندورا، أستراليا، كندا، فنلندا، فرنسا، آيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، سان مارينو، سلوفينيا، وإسبانيا.. جاء تتويجا لجهد سعودي – فرنسي بعد اعتماده كإطار مرجعي دولي جديد لدفع مسار التسوية السياسية في فلسطين.

40 بندا حملها «إعلان نيويورك» شكلت محطة مهمة في مسيرة السلام في الشرق الأوسط برافعة عملت عليها الرياض وباريس بكل الوسائل الدبلوماسية وفق ما قاله لـ«عكاظ» رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح.

المسؤول الفلسطيني يرى أن «إعلان نيويورك» الذي شدد على ضرورة وقف شامل وفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق والإفراج عن الأسرى ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، قدم رؤية عربية جديدة عرضتها المملكة العربية السعودية وهي رؤية تأتي استكمالا لمبادرة السلام العربية التي انطلقت من الرياض عام 2002 وتبنتها قمة بيروت العربية، لافتا إلى أن «إعلان نيويورك» اعتمد الشمولية في الطرح وقدم بدائل كاملة، بالإضافة إلى إطلاق حزمة دعم للسلام، تشمل تقديم دعم مالي مباشر للسلطة الفلسطينية وتشكيل مجموعة مانحين دولية لمتابعة تنفيذ الإصلاحات وخطة لإعادة إعمار غزة، إلى جانب التأسيس لـ«هندسة أمنية إقليمية» تضمن الاستقرار المتبادل وتشمل ترتيبات حماية متبادلة للأطراف.

واعتبر فتوح أن العمل البطولي الذي قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان أكد مجددا أهمية المملكة كمحور أساسي في دعم ونصرة القضية الفلسطينية والحق العربي ودعم إساء السلام في المنطقة.

ويرى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أن عملية الإسناد السعودية – الفرنسية النادرة واللافتة قدمت عملية هندسية دقيقة تنهي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وبالتالي الصراع العربي الإسرائيلي بتأكيد المملكة العربية السعودية أن الاعتراف بدولة فلسطين هو شرط أساسي لأي عملية تطبيع محتملة مع إسرائيل وأن السلام الإقليمي لا يمكن أن يتحقق من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق الوطنية كاملة للشعب الفلسطيني.

وأكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أن المملكة العربية السعودية وضعت النقاط على الحروف ووجهت من قلب نيويورك رسالة قوية للعالم بأنه آن الأوان لإنهاء رحلة العذاب الفلسطيني عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال فتوح إن حضور ثلثي أعضاء مجلس الأمن بجهود الدبلوماسية السعودية – الفرنسية المشتركة شكل رسالة حاسمة عبر مطالبة المؤتمر بضرورة وقف الدعم العسكري المباشر وغير المباشر الذي يساهم في تأجيج الحرب على غزة والضغط على إسرائيل لإنهاء الضغوط المفروضة على المعابر والإفراج عن نحو 2 مليار يورو من الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية على إسرائيل.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً