كتب رامي أبو جاموس في يومياته على موقع “أوريان 21” أنه في السبت 23 أغسطس/آب 2025 أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية نيتها احتلال مدينة غزة، “المعقل الأخير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)”، مرددة ما تقوله في كل مرة يحتلون فيها مدينة.

غير أن المشكلة -حسب أبو جاموس- هي أن 2.3 مليون غزي يعيشون بالفعل في 20% من قطاع غزة، في الوقت الذي يحتل فيه الجيش الإسرائيلي 80% المتبقية، وبعد احتلال مدينة غزة، سيحصر السكان في 10% فقط من مساحة القطاع، أو 35 كيلومترا مربعا.

وبدأ السؤال يتكرر من الأصدقاء والعائلة وغيرهم منذ هذا الإعلان، “ماذا نفعل؟ هل هذا الأمر جاد؟ هل سيفعلون هذا حقا؟”، فيجيب أبو جاموس بتفاؤل “لا، لن يحتلوا مدينة غزة. الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

لكن في أعماقي -كما يقول الكاتب- أعلم أن كل شيء ممكن، عندما كانت إسرائيل تجهز لاحتلال رفح، قال الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة غربيون آخرون “رفح خط أحمر”، لكن طفلة الغرب المدللة إسرائيل فعلت ما يحلو لها، وأصبحت رفح حقلا من الأنقاض”.

من دون وجهة

وذكر رامي أبو جاموس أنه لا يوجد خط أحمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأن حياته السياسية ستستمر ما استمرت الحرب، ولكنه من الصعب قول ذلك بصراحة، ولذا لا أجد إجابة أخرى لعائلتي وأصدقائي.

كالمعتاد، يسألني الجميع إن كنت أملك خطة بديلة، ولكنني هذه المرة للأسف لا أملك خطة بديلة، حيث كانت في بداية الحرب حلول عندما أجبر الناس على النزوح، كالذهاب إلى وسط قطاع غزة، وإلى دير البلح أو إلى الجنوب، وإلى خان يونس ورفح والمواصي، أما اليوم فيكاد الأمر يكون مستحيلا.

ستوافق الدول على استقبالنا لأسباب إنسانية، وسيكون الترحيل هو الحل الوحيد دون أن تستخدم كلمة “ترحيل” أو “تطهير عرقي”، سيقولون إنهم يوفرون حياة أفضل لهؤلاء الفلسطينيين المساكين

ولذلك، ليست لدي خطة بديلة -كما يقول رامي أبو جاموس- لا أعرف ماذا سأفعل، لا أحب نشر القلق والخوف من حولي، وخاصة بين زوجتي وأولادي، ليس لدينا مكان نذهب إليه، ولا نعرف كيف نصل إلى هناك لأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى الجنوب الآن هي الطريق الساحلي، حيث تحظر السيارات.

أعلم جيدا أننا على مفترق طرق، إما أن تنتهي الحرب وإما نواجه الترحيل إلى الخارج، فلا خيار ثالث، وإذا أجبرنا على المغادرة، فسيكون ذلك إلى رفح، إلى المكان الذي يسميه وزير الحرب الإسرائيلي “مدينة إنسانية”، بمعنى أننا سنحتجز في مخيم ضخم بني على أنقاض رفح في خيام تحت حراسة الجيش، وفي ظروف غير إنسانية.

ولذا -كما يرى أبو جاموس- ستوافق الدول على استقبالنا “لأسباب إنسانية”، وسيكون الترحيل هو الحل الوحيد دون أن تستخدم كلمة “ترحيل” أو “تطهير عرقي”، سيقولون “نوفّر حياة أفضل لهؤلاء الفلسطينيين المساكين الذين يعيشون في ظروف مزرية”.

ينتظرون ذريعة لتنفيذ هذه الخطة

وأشار الكاتب إلى أن حماس تجد نفسها في مواجهة نتنياهو الذي يضع باستمرار شروطا جديدة لوقف المجازر، وقد بدأ الناس يقولون إن على حماس التوقف عن التفاوض مع عدو يمسك بكل الأوراق ويراهن على وجود شعب غزة، متسائلين “ما الذي تنتظره حماس حتى ترفع الراية البيضاء؟”.

لكن حماس لا تزال تعتقد أن الراية البيضاء تعني فشل المقاومة، أما نحن فنعلم منذ اليوم الأول أن الهدف الحقيقي من الحرب هو ترحيل 2.3 مليون شخص، وأن الإسرائيليين كانوا ينتظرون ذريعة لتنفيذ هذه الخطة بمباركة ومساعدة أميركية.

وخلص رامي أبو جاموس إلى أن الإسرائيليين يعلمون جيدا أن الخطر الحقيقي على وجود إسرائيل هو الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب يحاولون بكل الوسائل طردهم، سواء من غزة أو الضفة الغربية، وهم يعلمون جيدا أنهم محتلون لأرض ليست لهم.

وختم بأنه يجب وقف سفك الدماء بقبول الشروط التي يفرضها نتنياهو، وسننتصر لأنه لن يكون هناك المزيد من عمليات الترحيل، ولن تكون هناك ذرائع أخرى لنتنياهو لترحيل 2.3 مليون شخص أو ضم غزة إلى إسرائيل، وبالتالي سيظل الفلسطينيون هناك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version