زيارة تاريخية: الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض
تغيير جذري في الموقف الأميركي
في تطور لافت ومثير للاهتمام، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس سوري. هذه الزيارة تأتي في إطار تغيير جذري في الموقف الأميركي من سوريا، حيث تحوّل الشرع من مطلوب في “القائمة السوداء” إلى ضيف رسمي في واشنطن.
التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية
انضمام سوريا إلى التحالف
أكدت مجلة إنترناسيونالي الإيطالية أن زيارة الشرع إلى واشنطن كرّست وضعه الجديد كشريك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقد شكلت الزيارة فرصة للإعلان عن انضمام سوريا إلى هذا التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ويستهدف بشكل أساسي محاربة الإرهاب. وفقا لما ذكرته المجلة فإن مسؤولا أميركيا طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن “سوريا ستكون العضو 90 في التحالف”، مشيرا إلى أن “دمشق ستقضي على آخر جيوب تنظيم الدولة، وستعمل على مواجهة تدفق المقاتلين الأجانب”.
تعليق العقوبات المفروضة على سوريا
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تعليق جديد للعقوبات المفروضة على سوريا لمدة 6 أشهر، في انتظار أن يقوم الكونغرس بإلغائها بشكل نهائي.
العلاقات السورية الأميركية: نحو استقرار المنطقة
بناء علاقة جديدة
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الهدف الأساسي من زيارته إلى واشنطن هو “بناء علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة بعد 100 عام من التوتر وسوء الفهم”. وقد شدد على أن استقرار سوريا شرط لاستقرار المنطقة بأكملها، وأن العقوبات المفروضة عليها تعرقل الإنعاش الاقتصادي.
توسيع التعاون الأمني والاقتصادي
واعتبر الشرع أن رفع العقوبات التي تشل اقتصاد بلاده وتعطل مشاريع إعادة الإعمار، هو خطوة جوهرية في هذا المسار. وقد لمس من إدارة ترامب إمكانية “وضع أسس لمصالح مشتركة”، خصوصا في الجوانب الأمنية والاقتصادية. وأضاف أن الولايات المتحدة سمحت لسوريا باستئناف نشاط سفارتها في واشنطن، وأن من المتوقع أن تفتح واشنطن قاعدة عسكرية قرب دمشق “لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل”.
خاتمة
تأتي زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن في إطار تحوّل استراتيجي في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، حيث أصبحت سوريا شريكا فاعلا في التحالف الدولي ضد الإرهاب. ومع تعليق العقوبات المفروضة على سوريا، يبدو أن الطريق مفتوح نحو استقرار أكبر في المنطقة. ومع استمرار التطورات، يبقى السؤال حول مستقبل هذه العلاقة الجديدة وماذا ستؤول إليه الأمور في المرحلة القادمة.















