فرحة النجاح في ظل الحرب: طلبة غزة يثبتون صمودهم

رغم القتل والدمار غير المسبوقين اللذين أصابا قطاع غزة على مدى عامين، ورغم حالة الحزن والأسى التي يعيشها الغزيون جراء الحرب، فإن الناجحين في امتحانات الثانوية العامة تمكنوا من خلق حالة من الفرح والأمل لم يعرفها الغزيون طوال عامين من حرب الإبادة. وقد سادت مشاهد الفرح والتفاؤل مختلف مناطق قطاع غزة.

مشاهد الفرح في خيام النزوح

ففي مشاهد لم تعد معتادة، رقص الكثير من الغزيين اليوم في خيامهم وفوق ركام منازلهم ابتهاجا بنجاح أبنائهم في امتحانات الثانوية العامة. وقد تجسدت هذه الفرحة بشكل خاص في العديد من العائلات التي فقدت أبناءها خلال الحرب، ولكنها وجدت في نجاح أبنائها الآخرين أملا جديدا.

تحديات التعليم في ظل الحرب

أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نتائج امتحانات الثانوية العامة للطلبة مواليد عام 2007، في لحظة انتظرها الجميع بفارغ الصبر وسط ظروف استثنائية غير مسبوقة. وقدّم الطلاب امتحاناتهم بشكل إلكتروني نظرا للتدمير الكبير الذي لحق بالمدارس والصفوف والفصول الدراسية في جميع أنحاء القطاع.

صمود الطلاب وعائلاتهم

وقدّم مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة مشهدا لعائلة فلسطينية تحتفل بنجاح ابنها طارق في الثانوية العامة، رغم فقدها لعدد من أبنائها خلال الحرب. وتجسد هذه العائلة واقع آلاف العائلات الفلسطينية التي تحاول التمسك بالأمل والفرح وسط الجراح الكبيرة التي طالت كل مناحي الحياة.

تجربة الطالب طارق

عبّر الطالب طارق عن فرحته العارمة بالنجاح رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها، ووصف كيف نجح رغم النزوح المتكرر والدمار الشامل وغياب المدارس. وأضاف أن نجاحه أفرح أهل البيت جميعا، مؤكدا أنهم عاشوا تجربة قاسية خلال الحرب لكنهم رغم كل هذا الألم نجحوا.

مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن

أما والد طارق فعبر عن مشاعر مختلطة من الفرح والحزن. ووصف الفرحة بأنها منقوصة لكنه يحمد الله رب العالمين الذي أكرمهم بالنجاح، بعد معاناة شديدة شملت النزوح 20 مرة واستشهاد اثنين من أبنائه، إضافة إلى فقدان ابنته لأولادها الأربعة.

جهود وزارة التربية والتعليم

وجاء إعلان النتائج خلال مؤتمر صحفي عقده وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم بعد عامين من توقف المسيرة التعليمية بالكامل تحت وطأة “حرب الإبادة الإسرائيلية”. وقال برهم إنه مع الإعلان عن نتائج توجيهي 2007، “نطوي صفحة عامين من الانتظار، ويغدو لدينا 56 ألف طالب مؤهلين لدخول الجامعات”.

مستقبل الطلبة

وطمأن الوزير طلبة مواليد 2008 بأن الوزارة تواصل جهودها لتمكينهم من تقديم الامتحان مع نهاية العام الجاري. وقد أثنى على صمود الطلاب والمعلمين على حد سواء في مواجهة التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب على القطاع.

خاتمة

وفي الختام، يظهر نجاح طلبة غزة في امتحانات الثانوية العامة حجم الصمود والتحدي الذي واجهه الطلاب والمعلمون على حد سواء. ورغم الدمار الشامل والظروف الصعبة، تمكن الطلاب من النجاح بفضل جهودهم وإصرارهم. ويظل الأمل في مستقبل أفضل لطلبة غزة قائما، رغم كل التحديات التي يواجهونها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version