قال المحامي وأستاذ القانون فيصل كتي إنه في ذكرى بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، يجب على العالم الاعتراف بنفاق الدول الغربية وفشل القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين.

إذ انهارت المؤسسات المسؤولة عن دعم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، حسب الكاتب، تحت وطأة السياسة والدعاية، وعلق مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ذلك بقوله إن غزة “مقبرة للعديد من أهم مبادئ القانون الإنساني”، ويرى الكاتب أنها مقبرة المبادئ الغربية كذلك.

فمعظم الحكومات الغربية تتجاهل جرائم إسرائيل أو تبررها بدعوى أنها كانت دفاعا عن النفس، حتى مع توسع الحرب إلى لبنان واليمن وسوريا وإيران، وهناك تجاهل صارخ للقانون الدولي الذي ظهر فشله إذ يبدو أنه لم يعد مبنيا على القوانين بل على “القبلية”، وفق الكاتب.

ومن وجهة نظر الغرب والإعلام الغربي، لا تزال إسرائيل هي “الديمقراطية الوحيدة” في الشرق الأوسط، حتى مع كل “جرائمها واعتداءاتها غير المسبوقة على حياة الفلسطينيين”، وقتلها للصحفيين فيما تسميه لجنة حماية الصحفيين أسوأ اعتداء على الصحافة على الإطلاق.

ويشير الكاتب إلى أن هناك دعما أعمى لإسرائيل، حتى أن بعض حلفائها قدموا دعمها على مصالح عناصر وطنية، فمثلا تجرم القوانين في 38 ولاية أميركية مقاطعة الشركات الإسرائيلية، بينما لا توجد مثل هذه القيود على مقاطعة الشركات المحلية.

ويشدد الكاتب على مسؤولية وسائل الإعلام الغربية التي تؤطر الصراع بطريقة تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتعتم على الحقيقة من خلال تصويرهم كأنهم ضحايا عرضيون وليسوا ضحايا هجوم عسكري مقصود.

ويظهر هذا التحيز -حسب التقرير- في لغة وسائل الإعلام، إذ إن الإسرائيليين “يقتلون” أما الفلسطينيين فهم “يموتون” ببساطة، كما يشير الإعلام إلى الرهائن الإسرائيليين بوصفهم “مختطفين”، أما السجناء الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، فهم “معتقلون”، ونادرا ما تنقل القنوات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.

ويذكر الكاتب أن دعم إسرائيل في الغرب يمتد ليطال المؤسسات التعليمية، حيث تسارع السلطات القضائية إلى تمرير قوانين وسياسات تدوس على حقوق حرية التعبير، وتستهدف اليهود المناهضين للسياسات الإسرائيلية على وجه التحديد، باسم محاربة معاداة السامية.

وينعى الكاتب حل الدولتين -الذي ينص على قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية- بسبب العدوان الإسرائيلي “الوحشي” على غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، الذي يجعل عملية إعادة نقل الإسرائيليين شبه مستحيلة، فمع وجود 800 ألف مستوطن في الأراضي المحتلة، لن تحاول أي حكومة إسرائيلية ترحيلهم.

ولكن الكاتب يصر على أن هناك بصيص أمل رغم هذه الانتكاسات، مشيرا إلى ما سماهم “المدافعين الحقيقيين عن حقوق الإنسان في الدول الغربية” من طلاب ونشطاء فلسطينيين ويهود خاطروا بحياتهم المهنية وسلامتهم للدفاع عن العدالة.

ويختتم الكاتب بقوله إن الوقت قد حان لتواجه المؤسسات الغربية إخفاقاتها، و”بينما قد تكون الليبرالية قد ضلت طريقها، فإن الشعوب لم تضل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.