تبادل الهدايا بين ترامب والشرع: رسائل سياسية وثقافية
تفاعل مغردون مع مشهد تبادل الهدايا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارة الأخير التاريخية إلى البيت الأبيض. انتشر فيديو مصور بالهاتف المحمول من مكتب الرئيس الأميركي أثناء استقباله للرئيس السوري والوفد المرافق له.
تفاصيل الهدايا المتبادلة
أظهر الفيديو الرئيس ترامب في حالة ودية للغاية وهو يقدم هدية لطيفة لضيفه السوري عبارة عن عطر من آخر إصداراته. وكشف الفيديو أن العطر الذي رشه ترامب على ضيفيه كان من مجموعة عطوره يحمل اسم “فيكتوري 47”. يحمل العطر تمثالا مصغرا للرئيس الأميركي باللون الذهبي وتوقيع ترامب، ومكوناته مزيج من الهيل وخشب العنبر. أصدر ترامب هذا العطر في يوليو/تموز الماضي، وتبلغ سعته 100 مليلتر، فيما يبلغ سعره 250 دولارا. توجد حاليا عروض ترويجية للشراء تتضمن الحصول على خصم 50 دولارا لكل علبة عند شراء علبتين أو أكثر. من جهته، لم يحضر الرئيس السوري دون هدايا، بل حمل معه هدايا ذات رمزية عميقة من تاريخ سوريا للرئيس الأميركي والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.
رمزية الهدايا السورية
تضمنت الهدايا نسخة عن أول أبجدية في التاريخ وهي أبجدية أوغاريت من الساحل السوري، ويعود تاريخ الأبجدية إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. كما شملت الهدايا نسخة عن أقدم نوتة موسيقية في العالم المعروفة باسم ترنيمة نينغال، وهي “آلهة القصب” في الأساطير السومرية، مكتوبة بالخط المسماري ويعود تاريخها إلى حوالي عام 1400 قبل الميلاد. قدم الرئيس السوري أيضا نسخة مشابهة لأول ختم في التاريخ عُثر عليه في أوغاريت في اللاذقية على شكل طوابع مسطحة تعود لعام 5800 قبل الميلاد. وبما أن الرئيس الأميركي معروف بحبه للتعريفات الجمركية، قدم له الشرع نسخة مصغرة عن أقدم تعريفة جمركية تم اكتشافها في تدمر منقوشة على الحجر باللغتين اليونانية والآرامية، وكانت مملكة تدمر تفرضها على التجار الذين يمرون عبرها.
تفسيرات مغردون لتبادل الهدايا
انقسم النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في تفسيرهم لهذا التبادل الودي للهدايا ودلالاته السياسية والثقافية. رأى بعض المغردين أن هدايا الرئيس السوري تحمل رسالة واضحة عن عمق الحضارة السورية. وكتبت المغردة ولاء: “هدايا الشرع للرئيس ترامب لم تأت بدون أي رسالة، هي رسالة واضحة أن سوريا مهد الحضارات وليست أرضا للصراع”. أشاد مغردون آخرون بالبعد الدبلوماسي لتبادل الهدايا ورمزيته في العلاقات الدولية.
دلالات سياسية
علّق المغرد سليمان: “حلوة فقرة الهدايا بين الرئيسين، إهداء العطر في الأعراف الدبلوماسية يمثل رمزا للقوة الناعمة والتعبير عن الرغبة في تلطيف العلاقات وإعادة تشكيلها بطريقة ودية”. من جهة أخرى، تساءل بعض المغردين عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التقارب غير المعتاد بين الرئيسين. وكتب المغرد أحمد: “ما هو سر التقارب وخفة الدم بين الشرع وترامب ليرش له العطر وكأنهم أصحاب من زمان؟ ترامب لم يفعلها مع أحد من الرؤساء، هل هناك شيء أو مصلحة خفية بين الطرفين؟”. فيما ركز مغردون آخرون على تفاصيل دقيقة في طريقة تقديم الهدية رأوا فيها دلالات إيجابية. وكتب المغرد سعد الخييلي: “ترامب وضع العطر على نفسه قبل أن يطيب الشرع والشيباني، حركة مدروسة وتدل على أنه عطر آمن وليس أمر آخر”.
خاتمة
ووصف المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك زيارة الشرع بأنها نقطة تحول حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط، وأضاف أن سوريا تنتقل من مرحلة العزلة إلى الشراكة الدولية. حان الوقت لمنح سوريا وشعبها فرصة حقيقية للتجديد. في ختام هذا التبادل الودي للهدايا، يتبين أن هناك رسائل سياسية وثقافية متبادلة بين الرئيسين ترامب والشرع. هذه الزيارة التاريخية تعكس رغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل الثقافات. ندعو القراء إلى مشاركتنا آراءهم حول دلالات هذه الزيارة وتأثيرها المحتمل على العلاقات الدولية.


