إذا كان أكل لحوم البشر من الأفعال التي لا يمكن تصورها، كما في قصة ثيستس الأسطورية وهو يلتهم أطفاله، دون علمه، في حساء، أو مثل قصة أرمين مايفيس الذي قتل عشيقته عام 2001 ثم أكلها، فإنه يكون أسوأ عندما يحرمنا من رئيس.

بهذا يمكن أن يلخص ما استهلت به صحيفة لوتان السويسرية تقريرا لها عن قصة ضابط أصبح فيما بعد رئيسا لدولة عظمى.

لوتان استعادت ما يعرف بـ”حادثة تشيشي جيما”، عندما أمر الفريق يوشيو تاتشيبانا، قائد الحامية اليابانية في أرخبيل أوغاساوارا بإعدام السجناء الأميركيين لإطعام ضباطه بعد أن أدرك أن الإمدادات الغذائية كانت على وشك النفاد.

وذكرت الصحيفة أن القصة بدأت عندما أقلعت مجموعة من قاذفات الطوربيد التابعة للبحرية الأميركية لتضرب القاعدة البحرية اليابانية في جزيرة تشيشي جيما، ولكن الدفاع الياباني المضاد للطائرات أصاب عددا منها وفتح الطيارون مظلاتهم، وسقط 8 منهم في أراضي العدو وتم أسرهم.

هؤلاء الأسرى -حسب الصحيفة- هم الذين أمر القائد يوشيو تاتشيبانا بإعدامهم، وقد حوكم عام 1947، وشنق مع 4 جنود يابانيين آخرين بسبب تلك الجريمة التي أصبحت مثالا للبشاعة، عندما يبدأ فيلم رعب حقيقي، يُعرف بالعبارة الملطفة الغريبة “حادثة تشيشي جيما”.

كان ذلك مصير السجناء الثمانية، ولكن طيارا تاسعا أسقط اليابانيون طائرته خلال غارة في سبتمبر/أيلول 1944، كان مصيره مختلفا، إذ سقط في وسط المحيط الهادي، وأنقذته غواصة أميركية بعد ساعات قليلة، ولولا ذلك لما تم انتخاب الرجل المحظوظ، جورج بوش الأب، ولما كان الرئيس الـ41 للولايات المتحدة عام 1988.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.