عمّان- عبّر ناصر قواس والد الشهيد الأردني عامر قواس، أحد منفذي عملية إطلاق النار بالقرب من منطقة البحر الميت صباح اليوم الجمعة مع الشهيد حسام أبو غزالة، عن اعتزازه وافتخاره بما قام به نجله.
وأكد، في حديث للجزيرة نت، أن دماء ابنه ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني، وأن نجله الشهيد لطالما كان يحدثه عن الشهادة والشهداء، ودائما ما كان يغضب حين يشاهد المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقال والد الشهيد “آخر مرة شاهدت فيها نجلي الشهيد عامر كانت يوم الأربعاء الماضي، وكان يتصرف بشكل غامض لم نفهمه، فقد طلب مني استلام سيارته الخاصة كونه يعمل مندوب مبيعات، كذلك طلب مني التجاوب مع أي اتصال يرده من أي طرف للسؤال عنه”.
وأضاف “عامر متزوج منذ فترة قصيرة، ولديه ولد وحيد اسمه عبيدة، لم يتجاوز عمره العام، ونحن أردنيون من أصول فلسطينية، فأصولنا تعود لمدينة نابلس في الضفة الغربية، وأضاف ودموعه تغالب عينيه “دائما ما كان ابني الشهيد عامر يحدثني عن الشهادة ومنزلة الشهداء، وأنه كان يتابع ما يجري في قطاع غزة من مجازر بكثير من الغضب، وبصورة دائمة”.
ودعا والد الشهيد عامر قواس الحكومة الأردنية للعمل على استرداد جثمان نجله لدفنه في الأردن، مشيرا إلى أنه “لم يتصل به أي من السلطات الأردنية، ولم يتواصلوا معه لغاية اللحظة”.
تسلل
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن صباح اليوم الجمعة إصابة جنديَين إسرائيليَين، في عملية إطلاق نار جنوب بحر الميت نفذها مسلحون تسللوا من الأردن، مشيرا إلى “تحييد” اثنين منهم.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له اليوم الجمعة، إن قواته رصدت عددا من المسلحين الذين “تسللوا من الأردن نحو الأراضي الإسرائيلية جنوب البحر الميت”. وهرعت قوات جيش الاحتلال إلى المكان “وتمكّنت من تحييد (قتل أو جرح أو أسر) مخربين اثنين، على حد تعبير البيان، أطلقا النار نحوها”.
وأفاد جيش الاحتلال -في بيان لاحق- بأن قواته قتلت مسلحين اثنين اجتازا الحدود من الأردن، في حين يبدو أن مسلحا ثالثا فرّ من المكان. وعززت قوات الجيش وجودها في المنطقة وتقوم بعمليات تمشيط على الأرض ومن الجو، بحثا عن المسلح الثالث.
وفي بيان ثالث، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مراقبات من كتيبة الاستطلاع 727 رصدت في وقت سابق اليوم “عددا من المشتبه بهم في منطقة الحدود مع الأردن جنوب البحر الميت، واستدعت قوات إلى الموقع”.
اشتباك
وتابع جيش الاحتلال أن جندية وجندي احتياط من قيادة الجبهة الداخلية، تحت قيادة لواء يوآف، “قاما بتصفية اثنين تسللا إلى الأراضي الإسرائيلية من الأردن، على بعد أمتار قليلة من السياج الحدودي، حيث فتحا النار باتجاه القوة”. وخلال تبادل إطلاق النار، “أصيب جندي من الجيش الإسرائيلي وجندي احتياط آخر بجروح طفيفة ومتوسطة، ونُقلا لتلقي العلاج الطبي في المستشفى”، بحسب البيان.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تبادل إطلاق النار على المسلحين -كان كما يبدو- قرب السياج الحدودي بعد اختراقهم له. من جانبها، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المسلحين كانوا يرتدون ملابس عسكرية.
وأصدرت السلطات الإسرائيلية تعليماتها لسكان مستوطنة “نئوت هكيكار” ومحيطها التزام بيوتهم حتى الانتهاء من عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش، والتأكد من عدم وجود مسلحين آخرين.
تفاعل
وبارك حزب جبهة العمل الإسلامي، اليوم الجمعة، العملية التي نفذها اثنان من شباب الحركة الإسلاميةن ناعتا إياها ب”البطولية “، والتي جاءت ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والعدوان على المقدسات، حسب بيان صادر عنه.
وقال الحزب في البيان ذاته،إن هذه العملية تعبّر بالرصاص والدم تعبيرا صادقا عن موقف الشباب الأردني الحر ونبض الشارع الأردني الداعم لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال. وأضاف أنها تمثل “ردا طبيعيا على مجازر الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق إخواننا في الدم والمصير منذ أكثر من عام وسط تواطؤ دولي فاضح وصمت عربي مخز”، وإنها تأتي “استكمالًا لمسيرة التضحية والشهادة التي خطّها من سبقهم من شهداء الأردن على ثرى فلسطين كشركاء في معركة التحرير”.
و نفى الجيش الأردني، اليوم الجمعة، اجتياز عسكريين أردنيين، الحدود الغربية، إثر إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد مسلحين “تسللوا من الأردن نحو الأراضي الإسرائيلية جنوب بحر الميت”، وإطلاق النار على جنود الاحتلال، وحديث وسائل إعلام إسرائيلية بعد ذلك أن المسلحين كانوا يرتدون ملابس عسكرية.
وقال الجيش الأردني في بيان إنه “لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية”. وأضاف البيان نقلا عن مصدر عسكري مسؤول، لم يذكر اسمه، أن” الجيش يتابع التطورات مؤكدا ضرورة تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات والأخبار المضللة”.