نشرت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) تقريرا حصريا مفاده أن إيران تُسلح فصائل موالية لها في سوريا لمرحلة جديدة من الهجمات المميتة ضد القوات الأميركية هناك، بينما تعمل مع روسيا أيضا على إستراتيجية لطرد الأميركيين من المنطقة، بحسب مسؤولي استخبارات ووثائق سرية مسربة.
ووفقا لتقارير استخباراتية سرية حصلت عليها الصحيفة تقوم إيران وحلفاؤها بتجنيد وتدريب قوات لاستخدام متفجرات أقوى وخارقة للدروع بهدف مهاجمة المركبات العسكرية الأميركية وقتل الجنود الأميركيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن مثل هذه الهجمات ستشكل تصعيدا لحملة إيران الطويلة الأمد باستخدام المليشيات العميلة لشن ضربات صاروخية وباستخدام المسيّرات ضد القوات الأميركية في سوريا.
وأفاد أحد التقارير الاستخباراتية بأن المسؤولين في وحدة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاموا بالتوجيه والإشراف على اختبار إحدى العبوات الناسفة، والتي يقال إنها اخترقت تدريع إحدى الدبابات، في تجربة أجريت في أواخر يناير/كانون الثاني في مدينة الضمير، شرق العاصمة السورية دمشق.
وبحسب تقييم استخباراتي سري أعد في يناير/كانون الثاني الماضي، التقى مسؤولون عسكريون ومخابرات روس وإيرانيون وسوريون كبار في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022 واتفقوا على إنشاء “مركز تنسيق” لتوجيه الحملة
وبحسب الصحيفة، يبدو أن الوثيقة، وهي جزء من مجموعة من المواد السرية التي سربت على منصة الرسائل “ديسكورد” (Discord)، تستند إلى اتصالات اعترضتها فصائل سورية ولبنانية موالية لإيران.
تأجيج مقاومة جماهيرية
وتصف الوثائق المسربة خططا لحملة واسعة من قبل معارضي الولايات المتحدة تشمل تأجيج مقاومة جماهيرية ودعم حركة شعبية لشن هجمات ضد الأميركيين في شرق وشمال شرق سوريا.
وبحسب تقييم استخباراتي سري أعد في يناير/كانون الثاني الماضي، التقى مسؤولون عسكريون ومخابرات روس وإيرانيون وسوريون كبار في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022 واتفقوا على إنشاء “مركز تنسيق” لتوجيه الحملة.
وذكرت الصحيفة أنه لم يرد في الوثائق ما يشير إلى تورط روسي مباشر في التخطيط لحملة القصف، ولكن الوثائق المسربة تشير إلى دور أنشط لموسكو في المسعى الأوسع المعادي للولايات المتحدة.
وأضافت أنه في الأشهر التي مضت منذ كتابة الوثائق المسربة، انخرطت روسيا في استفزازات جديدة ضد القوات الأميركية، بما في ذلك انتهاك اتفاقيات خفض التصعيد.
وانتهى تقرير الصحيفة إلى أنه بالرغم من تعزيز تحالف روسيا مع إيران منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، فإن القادة الروس والإيرانيين لديهم أفكار متضاربة حول إدارة سوريا بعد الحرب.
وتشير إحدى الوثائق المسربة إلى أن علاقة روسيا مع إيران كانت مصدر خلاف بين الحكومتين، وأن إيران اشتكت مرارا من استبعادها من المفاوضات التي تقودها روسيا مع تركيا بشأن تسوية دائمة مقترحة للصراع.