أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية تحذيراً بشأن وصول عاصفة شمسية قوية إلى الأرض اليوم، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. تُعد هذه العاصفة، وهي اضطراب كبير في المجال المغناطيسي للأرض، نتيجة لتدفق رياح شمسية قوية أو انبعاثات كتلية إكليلية نحو كوكبنا، ومن المتوقع أن تؤثر على أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات الطاقة.

تحدث هذه العواصف نتيجة للنشاط المتزايد على سطح الشمس، حيث تتشابك الحقول المغناطيسية وتنفجر بشكل مفاجئ، مطلقةً كميات هائلة من الجسيمات المشحونة بسرعة عالية. تصل هذه الجسيمات إلى الأرض بعد حوالي 1 إلى 3 أيام من انطلاقها، وتتفاعل مع الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للكوكب. وقد انطلقت بالفعل انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وهي الآن في طريقها إلينا.

ما هي العاصفة الشمسية وتأثيراتها المحتملة؟

تُصنف العاصفة الحالية في فئة “جي 4” (شديدة) على مقياس الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وبعض الخبراء يرون أنها الأقوى هذا العام. هذا التصنيف يشير إلى أنها قد تتسبب في اضطرابات ملحوظة في التقنيات الحديثة، على الرغم من أنها لا تشكل خطراً مباشراً على صحة الإنسان.

تأثيرات على قطاع الطيران

من المتوقع أن تؤثر العاصفة على قطاع الطيران، حيث قد تحدث اضطرابات في أنظمة الاتصالات والملاحة الجوية. يُوصى شركات الطيران بمراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الرحلات الجوية. قد يشمل ذلك تعديل مسارات الطيران أو تأجيل الرحلات المتأثرة.

تأثيرات على الأقمار الصناعية

الأقمار الصناعية هي من بين الأكثر تضرراً من العواصف الشمسية. قد يؤدي التدفق المفاجئ للجسيمات المشحونة إلى زيادة في سحب الأقمار الصناعية، واضطراب في مساراتها، وحتى تلف بعض الأجهزة الحساسة. تعمل الشركات المشغلة للأقمار الصناعية على اتخاذ تدابير وقائية لتقليل هذه التأثيرات.

تأثيرات على شبكات الكهرباء

يمكن أن تتسبب العواصف الشمسية أيضاً في اضطرابات في شبكات الكهرباء. قد يؤدي عدم انتظام الجهد الكهربائي إلى تلف المحولات، مما قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق. تستعد شركات الطاقة لمواجهة هذه التحديات من خلال تنفيذ خطط للطوارئ.

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تترافق العواصف الشمسية القوية مع ظهور الشفق القطبي في مناطق أبعد عن القطبين من المعتاد، مما يوفر فرصة فريدة للمصورين وهواة الفلك لالتقاط صور مذهلة.

دورة الشمس والنشاط المتزايد

هذه الظواهر ليست مفاجئة، بل هي جزء من دورة النشاط الشمسي التي تتكرر كل 11 عاماً تقريباً. خلال هذه الدورة، يزداد عدد البقع الشمسية والنشاط المغناطيسي على سطح الشمس، مما يؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات الشمسية. نحن حالياً في فترة أقصى نشاط في الدورة الشمسية الـ25، التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019.

في مايو/أيار 2024، شهدت الأرض بالفعل عاصفة جيومغناطيسية قوية، تُعرف باسم “عاصفة غانون”، وهي الأقوى منذ أكثر من 20 عاماً. وقد قدمت هذه العاصفة رؤى قيمة حول تأثيرات الشمس على الأرض والتكنولوجيا، وأظهرت أهمية التحذيرات المبكرة والاستعدادات المناسبة.

أدت عاصفة غانون إلى تشكل فجوة مؤقتة في طبقة الأيونوسفير، مما أثر على الاتصالات والملاحة. كما تسببت في زيادة سحب الأقمار الصناعية وتأثيرات على شبكات الكهرباء. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تأثير مباشر على الطقس أو صحة الإنسان.

من المهم ملاحظة أن العواصف الشمسية لا تغير الطقس اليومي، مثل درجات الحرارة أو هطول الأمطار. إنها حوادث طبيعية تتكرر بشكل دوري، وتتطلب فقط بعض الاحتياطات لتقليل تأثيراتها المحتملة على التقنيات الحديثة.

من المتوقع أن يستمر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي في مراقبة الوضع عن كثب وتقديم تحديثات منتظمة حول تطور العاصفة الشمسية الحالية. سيتم الإعلان عن أي تغييرات كبيرة في التوقعات أو التحذيرات في الوقت المناسب. يجب على الجهات المعنية الاستمرار في متابعة هذه التحديثات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة أنظمتها وعملياتها.

شاركها.
اترك تعليقاً