أطلقت شركة “فرغاني سبيس” التركية بنجاح القمر الصناعي “إف جي إن-100-دي2” إلى مداره صباح الأحد 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على متن مهمة “سبيس إكس-باندواغون 4” من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأميركية. ويُعد هذا القمر، الذي يبلغ وزنه 104 كيلوغرامات، أكبر قمر صناعي تركي تطوره شركة خاصة حتى اليوم.

وقد انفصل القمر الصناعي عن الصاروخ بعد نحو 74 دقيقة من الإقلاع، ليستقر في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 510 كيلومترات، بسرعة دوران تبلغ 7.6 كيلومترات في الثانية، مما يتيح له إتمام نحو 15 دورة حول الأرض يوميا. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول بارزة في المسار الفضائي التركي.

منظومة “ألغ بك” للملاحة العالمية

يأتي إطلاق القمر الصناعي “إف جي إن-100-دي2” كجزء من المرحلة الثانية من مشروع “أُلُغ بك” التركي لبناء منظومة ملاحة فضائية مستقلة. وتهدف هذه المنظومة إلى تأمين خدمات تحديد المواقع والاتصالات الجغرافية بدقة عالية دون الاعتماد على الأنظمة العالمية القائمة.

وتعتمد منظومة “ألغ بك” على نشر عدد كبير من الأقمار الصغيرة في مدارات منخفضة بارتفاع لا يتجاوز 600 كيلومتر، لتوفير تغطية إقليمية دقيقة ومرنة بتكلفة أقل. ويصعب هذا التوزيع الكثيف والمرن من إمكانية التشويش أو التعطيل، ويتيح تحديث الأنظمة بوتيرة أسرع.

بعد اقتصادي واعد

وبحسب الخطة الإستراتيجية لوزارة الصناعة والتكنولوجيا 2030، تسعى تركيا إلى مضاعفة صادراتها من المنتجات عالية التقنية لتبلغ 30 مليار دولار سنويا. ويتوقع أن يلعب قطاع الفضاء دورا محوريا في تحقيق هذا الهدف.

ويرى المحلل الاقتصادي عمر أكوتش أن مشروع “أولوغ بيك” يحمل إمكانات اقتصادية ملموسة يمكن تحويلها إلى مورد إستراتيجي لتركيا على المدى المتوسط، بشرط أن يدار برؤية صناعية طويلة المدى. وقد يفتح نجاح المنظومة أبوابا تصديرية واعدة لتركيا، خاصة في مناطق مثل آسيا الوسطى والبلقان وأفريقيا.

وفي الختام، يمثل إطلاق القمر الصناعي “إف جي إن-100-دي2” خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلال الفضائي لتركيا. ومع استمرار تطوير منظومة “ألغ بك”، من المتوقع أن تلعب تركيا دورا أكبر في سوق الفضاء العالمي. وستكون الخطوات القادمة في هذا المشروع الطموح محط أنظار العالم في الأشهر القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً