يكمل القمر دورته حول الأرض شهرا بعد شهر، ويمكن أن نلاحظ ملامح هذه الدورة إذا تأملنا ملمحين مهمين، الأول هو تغير أطوار القمر، والثاني هو تغير موضعه في السماء يوما بعد يوم.

في بداية الشهر الهجري مثلا يمكن أن ترى الهلال واقفا أعلى الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة، لكن في منتصف الشهر يمكن أن ترى البدر أعلى الأفق الشرقي بعد الغروب مباشرة، وفي نهاية الشهر يمكن أن ترى الهلال أعلى الأفق الشرقي، لكن ذلك يحدث فجرا.

مشهد متميز

ومع حركته في السماء، يتنقل القمر بين النجوم والكواكب، وتجد أنه يقف كل يوم إلى جانب مجموعة مختلفة من هذه الأجرام السماوية، وبعد فجر يوم 25 أبريل/نيسان، يمكن أن ترى الهلال بوضوح إلى جوار جرمين لامعين، هما كوكب زحل وكوكب الزهرة.

أسفل الهلال يظهر كوكب زحل لعينين مجردتين مثل نقطة لامعة مائلة للون الأصفر، أما أعلاه فيظهر الزهرة بوضوح وكأنه مصباح منير، وسيكون ألمع أجرام السماء بعد القمر.

تلمع الكواكب مثل النجوم في سماء الليل، وذلك لأنها تعكس ضوء الشمس مثلما يفعل القمر، لكن لأنها بعيدة جدا، فلا يمكن لنا أن نلاحظ شكلها بوضوح، ونراها كنجوم لامعة، أما إذا استخدمت تلسكوبا صغيرا، فسيظهر لك زحل بحلقاته الواضحة، والزهرة بأطواره التي تشبه أطوار القمر.

مشهد للسماء بعد فجر يوم 25 أبريل/نيسان، أعلى الهلال تلاحظ كوكب الزهرة واضحا، وأسفله ترى كوكب زحل، الذي يلمع بدرجة أقل من الزهرة (ستلاريوم)

لماذا يلمع الزهرة بهذا الشكل؟

ورغم ضخامة كوكب زحل، حيث يمكن أن نضع داخله أكثر من 800 كرة بحجم الزهرة، فإن الأخير يبدو ألمع في السماء، وهناك عدة أسباب لذلك أولها أن كوكب الزهرة هو أقرب كوكب إلى الأرض بعد القمر في فترات معينة، ويصل أحيانا إلى مسافة أقل من 40 مليون كيلومتر، وكلما كان الجسم السماوي أقرب، زاد لمعانه الظاهري في سماء الأرض.

إلى جانب ذلك، يمتلك الزهرة غلافا جويا كثيفا مكونا بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون مع غيوم كثيفة من حمض الكبريتيك، هذه الغيوم تعكس أكثر من 70% من ضوء الشمس الساقط عليه، مما يمنحه بياضا ولمعانا شديدا.

أضف لذلك أن الزهرة لا يظهر في منتصف الليل أبدا، بل يلمع إما قبل شروق الشمس (ويسمى “نجمة الصباح”)، أو بعد غروب الشمس (ويسمى “نجمة المساء”)، وفي هذه الأوقات، تكون السماء لا تزال مظلمة نسبيا، فيُلاحظ لمعانه أكثر.

زحل يتقدم ليعتلي صدارة أكثر الكواكب امتلاكا للأقمار بإجمالي 145 قمرا. (غيتي) Saturn with stars in the background. - stock photo A 3D render made with "Blender" using publicly available textures from NASA: GettyImages-482675385

عطارد ضيف الصباح

في كل الأحوال، يمكنك أن ترى هذا المشهد الجميل بعد الفجر بحسب توقيتك المحلي، ويصبح أوضح مع الوقت وحتى شروق الشمس.

وإذا انتظرت لشروق الشمس فقد تلاحظ جرم لامع آخر ظهر أعلى الأفق الشرقي قبيل الشروق، هذا هو كوكب عطارد، أقرب الكواكب للشمس، وأصغرها في المجموعة الشمسية.

وتعد تلك فرصة ممتازة لتأمله، إن كنت ممن يستيقظون مبكرا، لأنه يمر حاليا بفترة أقصى استطالة، ويعني ذلك أنه سيكون في أعلى مكان له أعلى الأفق الشرقي بعد الفجر.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.