شهدت ثلاث مديريات في إقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا سلسلة انفجارات بركانية متتالية، أثارت حالة من الهلع بين السكان المحليين. وقد أدت هذه الانفجارات إلى حالة من الذعر والقلق، حيث هرع الكثيرون إلى المساجد طلبًا للحماية، بينما أبلغ البعض عن شعورهم بأن نهاية العالم قد اقتربت. وتأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه الإقليم بالفعل تحديات جيوسياسية وبيئية معقدة.

بدأت الانفجارات في منطقة فنتا علي، على بعد حوالي 200 كيلومتر من العاصمة أديس أبابا، وامتدت إلى مناطق مجاورة. وقد سمع دوي الانفجارات على مسافات بعيدة، مما أثار مخاوف واسعة النطاق. ووفقًا لتقارير أولية، فإن الانفجارات ناجمة عن نشاط بركاني متزايد في المنطقة، وهي جزء من الأخدود الأفريقي الشرقي النشط جيولوجيًا.

الطريق إلى فنتا علي والوضع في إقليم عفر

وصل فريق الجزيرة، كأول فريق إعلامي إلى المنطقة، بعد رحلة عبر أراضي قومية الأرومو. وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية وجغرافية، حيث تقع على الحدود بين قوميتي الأرومو والعفر. ويشكل جبل فنتا علي نقطة التقاء بين الإقليمين، مما يجعله موقعًا رمزيًا ومهمًا.

وصف المراسل محمد طه توكل المشهد بأنه مروع، حيث رأى فوهات بركانية تنفث الدخان الكثيف والرماد. وأشار إلى أن الزلازل المتتالية الناتجة عن النشاط البركاني أثارت حالة من الخوف بين السكان. كما لاحظ أن الوصول إلى فنتا علي يمثل تحديًا بحد ذاته، نظرًا للتضاريس الوعرة والظروف الجوية الصعبة.

ملامح إقليم عفر وثقافة سكانه

يتميز إقليم عفر بطبيعته الجبلية والصحراوية القاسية، ويعيش فيه شعب العفر المعروف بصلابته وشجاعته. ويشتهر العفر بعاداتهم وتقاليدهم الفريدة، بما في ذلك حمل السلاح كرمز للمسؤولية وحماية الأسرة. وقد شهدت مدينة سمرا، عاصمة الإقليم، تحولات حضرية ملحوظة في السنوات الأخيرة، مع تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات.

تاريخيًا، لعب العفر دورًا هامًا في التجارة والتبادل الثقافي في منطقة القرن الأفريقي. ويعتبر اكتشاف “لوسي”، أقدم إنسان، في إقليم عفر دليلًا على أهمية المنطقة في دراسة نشأة الإنسان. ومع ذلك، يواجه العفر تحديات كبيرة، بما في ذلك الجفاف والتصحر والصراعات على الموارد.

الانفجارات البركانية وتأثيرها على السكان

أفادت السلطات الإثيوبية بوقوع ثلاثة انفجارات بركانية متتالية في جبال هايلي غوبا وعرتا علي. وقد أدت هذه الانفجارات إلى إطلاق أعمدة كثيفة من الرماد والدخان، مما تسبب في اضطرابات جوية محدودة. وذكرت التقارير أن دوي الانفجارات سُمع في محافظات بعيدة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.

أكد مدير مديرية عرتا علي، علي إبراهيم، أن السكان لجأوا إلى المساجد طلبًا للحماية، وأن هناك حالات اختناق وضيق تنفس سُجلت. وأضاف أن السلطات قامت بإجلاء السكان نحو مناطق آمنة، لكنها تحتاج إلى دعم إضافي لمواجهة هذه الأزمة. ويشير الخبراء إلى أن هذه الانفجارات هي نتيجة للنشاط التكتوني المستمر في الأخدود الأفريقي الشرقي.

شهادات من الميدان وردود الفعل

أعرب السكان المحليون عن قلقهم وخوفهم من استمرار الانفجارات البركانية. وقال أحد السكان: “لقد شعرنا وكأن الأرض تهتز تحت أقدامنا، ورأينا السماء تمتلئ بالرماد والدخان. نحن خائفون على حياتنا ومستقبلنا”. وقد أطلقت السلطات المحلية حملات توعية لتثقيف السكان حول كيفية التعامل مع هذه الكوارث الطبيعية.

وقد نشرت وكالة ناسا صورًا للأقمار الصناعية تظهر الانفجارات البركانية في إقليم عفر. وتظهر هذه الصور أعمدة الدخان والرماد المتصاعدة من الفوهات البركانية، مما يؤكد حجم الكارثة. وقد أعربت المنظمات الدولية عن استعدادها لتقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين.

الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية

حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح نتيجة للانفجارات البركانية. ومع ذلك، لا يزال الوضع متقلبًا، وهناك احتمال لحدوث المزيد من الانفجارات في المستقبل القريب. وتواصل فرق المراقبة الجيولوجية مراقبة الوضع عن كثب، وتقديم التوصيات اللازمة للسلطات المحلية.

من المتوقع أن تقوم الحكومة الإثيوبية بتقييم الأضرار الناجمة عن الانفجارات البركانية، ووضع خطة شاملة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة. كما من المرجح أن تطلب الحكومة المساعدة الدولية لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للسكان المتضررين. وستظل منطقة إقليم عفر تحت المراقبة الدقيقة في الأسابيع والأشهر القادمة، مع التركيز على تقييم المخاطر المحتملة والاستعداد لأي طارئ.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version