مع اقتراب شهر نوفمبر من كل عام، يترقب هواة الفلك ومحبو الظواهر السماوية حدثًا استثنائيًا، ألا وهو زخة شهب الأسديات. تُعد هذه الزخة من أبرز الأحداث الفلكية السنوية، حيث تتساقط الشهب بشكل ملحوظ في سماء الليل، مما يخلق مشهدًا بصريًا خلابًا. تتميز الأسديات بأنها سريعة ومضيئة، مما يجعلها محبوبة لدى الكثيرين.

تصل ذروة زخة شهب الأسديات إلى ما بين 10 و 20 شهابًا في الساعة الواحدة، في الظروف المثالية بعيدًا عن أضواء المدن. لكن حتى في المناطق الحضرية، يمكن رؤية بعض الشهب اللامعة بالعين المجردة، خاصةً إذا كان الرائي في مكان مرتفع نسبيًا. من المتوقع أن تكون ذروة الزخة هذا العام في ليلة 17 نوفمبر.

ما هي زخات الشهب؟

زخات الشهب هي ظاهرة فلكية تحدث عندما تمر الأرض عبر مسار مليء ببقايا الجسيمات والغبار التي خلفها المذنبات أو الكويكبات. عندما تدخل هذه الجزيئات الصغيرة الغلاف الجوي للأرض، فإنها تحترق بسبب الاحتكاك الهائل مع الهواء، مما ينتج عنه خطوط الضوء التي نراها على شكل شهب.

تختلف زخات الشهب باختلاف مصدر الجسيمات. فبعض الزخات، مثل الأسديات، مرتبطة بمذنبات محددة، بينما قد يكون لزخات أخرى مصادر غير معروفة بشكل كامل. بالإضافة إلى الأسديات، هناك زخات شهب أخرى تحدث على مدار العام، مثل الجباريات والبرشاويات.

زخة شهب الأسديات بالتفصيل

ترتبط زخة شهب الأسديات تحديدًا ببقايا مذنب 109P/Swift-Tuttle. تحدث هذه الزخة سنويًا بانتظام، لكن شدتها تختلف من عام إلى آخر. يعتمد عدد الشهب المرئية على عدة عوامل، بما في ذلك كمية الغبار الموجودة في مسار المذنب، وظروف الرؤية الأرضية (مثل وجود القمر أو الغيوم).

تتميز الأسديات بأنها سريعة جدًا، حيث تصل سرعتها إلى حوالي 72 كيلومترًا في الثانية. هذا يجعل الشهب تبدو أكثر لمعانًا من بعض الزخات الأخرى. كما أن الأسديات تمتلك نسبة عالية من الشهب الملونة، والتي يمكن أن تظهر باللون الأخضر أو الأحمر أو الأزرق.

متى وأين نراقب زخة شهب الأسديات؟

وفقًا للمختصين، فإن أفضل وقت لمشاهدة زخة شهب الأسديات هو خلال ساعات الليل المتأخرة وفجر اليوم التالي، خاصةً عندما تكون السماء مظلمة وخالية من الغيوم. تعتبر المواقع البعيدة عن أضواء المدن هي الأفضل لرصد الشهب، حيث يمكن رؤية عدد أكبر من الشهب الخافتة.

ينصح بالاستلقاء على الظهر في مكان مريح، والسماح للعيون بالتكيف مع الظلام لمدة 20-30 دقيقة. لا تحتاج إلى استخدام أي أدوات فلكية لرؤية الشهب، فالعيون المجردة كافية. يمكن استخدام تطبيق للهواتف الذكية لتحديد موقع كوكبة الأسد، وهي المنطقة التي تبدو أن الشهب تنطلق منها.

أشار علماء الفلك إلى أن القمر سيكون في طور الهلال المتناقص خلال ذروة زخة الأسديات، مما يعني أن وهج القمر لن يؤثر بشكل كبير على رؤية الشهب. ومع ذلك، فإن الظروف الجوية الجيدة لا تزال ضرورية لرؤية أفضل المشاهد.

تُعد زخة شهب الأسديات فرصة رائعة للاستمتاع بجمال السماء الليلية والتأمل في عظمة الكون. تشكل هذه الظاهرة الفلكية حدثًا سنويًا ينتظره الكثيرون، وتوفر تجربة فريدة ومثيرة لعشاق الفلك.

من المنتظر أن تقوم العديد من المراصد والمعاهد الفلكية بتنظيم فعاليات خاصة لمشاهدة زخة الأسديات. يمكن متابعة أحدث التوقعات والتحديثات حول الزخة على المواقع الإلكترونية المتخصصة في الفلك ووسائل التواصل الاجتماعي. لايزال التنبؤ بالتأثير الفعلي للزخة على الرؤية يعتمد على الظروف الجوية الفعلية في ليلة الرصد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version