بعد غروب شمس يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي، ستشهد سماء العالم العربي ظاهرة فلكية جميلة وهي القمر العملاق. تتميز هذه الظاهرة بظهور القمر أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد، مما يجعله مشهدًا جذابًا للمراقبة والتصوير. تعتبر هذه الظاهرة من الأحداث التي تجذب اهتمام الكثيرين من هواة الفلك وعشاق الطبيعة.
تحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض في مداره البيضاوي، ويتزامن ذلك مع طور البدر. سيشهد سكان المنطقة العربية هذا الحدث مباشرة بعد الغروب، مما يوفر فرصة رائعة للاستمتاع بجمال السماء. تعتبر هذه الليلة فرصة ممتازة لمشاركة هذا الحدث مع العائلة والأصدقاء.
ما سبب ظاهرة القمر العملاق؟
يدور القمر حول الأرض في مدار ليس دائريًا تمامًا، بل بيضاوي الشكل. نتيجة لذلك، تتغير المسافة بين القمر والأرض خلال الشهر القمري. عندما يكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض، وهي ما تُعرف بنقطة الحضيض، يبدو أكبر وأكثر سطوعًا.
وفقًا للحسابات الفلكية، يتزامن وصول القمر إلى نقطة الحضيض مع طور البدر في مساء الرابع من ديسمبر. سيبلغ القمر في هذه اللحظة مسافة تقدر بحوالي 356962 كيلومترًا من الأرض. هذه المسافة أقرب بحوالي 25 ألف كيلومتر من متوسط المسافة بين الأرض والقمر.
كيف تبدو ظاهرة القمر العملاق؟
بشكل عام، يبدو القمر أكبر بنسبة تصل إلى 14% وأكثر سطوعًا بنسبة 30% خلال ظاهرة القمر العملاق مقارنة بالقمر البدر في أبعد نقطة له عن الأرض. قد يلاحظ البعض فرقًا واضحًا في حجم القمر وسطوعه، خاصةً عندما يكون القمر منخفضًا في الأفق.
يُعتقد أن وجود مبانٍ أو أشجار أو جبال في المقدمة يعزز من تأثير خداع القمر البصري، مما يجعله يبدو أكبر مما هو عليه في الواقع. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن حجم القمر في السماء لا يزال صغيرًا نسبيًا، ويمكن تغطيته بسهولة بإصبع اليد.
تأثير القمر العملاق على الأرض
على الرغم من الاعتقادات الشائعة، لا يوجد دليل علمي قاطع على أن القمر العملاق يتسبب في كوارث طبيعية مثل الزلازل أو البراكين. ومع ذلك، فإن اقتراب القمر يزيد من قوة الجذب على المحيطات، مما يؤدي إلى ارتفاع طفيف في المد والجزر، يُعرف بالمد الحضيضي.
وفقًا للخبراء، فإن هذا الارتفاع الإضافي في المد والجزر لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، ولا يشكل خطرًا كبيرًا على المناطق الساحلية. لا يوجد ما يشير إلى أن هذا التأثير يمكن أن يسبب أي “إجهاد جيولوجي” يؤدي إلى حدوث الزلازل أو البراكين.
تحدث ظاهرة القمر العملاق عادةً من 3 إلى 4 مرات في السنة، وذلك بسبب التزامن بين وصول القمر إلى نقطة الحضيض وطور البدر. في حالات نادرة، قد يتزامن القمر العملاق مع الكسوف الكلي للقمر، مما يؤدي إلى ظهور ما يُعرف بالقمر العملاق الدامي، حيث يكتسب القمر لونًا نحاسيًا أحمر بسبب تشتت الضوء في الغلاف الجوي للأرض.
آخر حدث للقمر العملاق الدامي كان في مايو 2022، ومن المتوقع أن يتكرر في أكتوبر 2032. تظل هذه الظواهر الفلكية مصدرًا للإلهام والدهشة للكثيرين حول العالم.
في الختام، ستظل ظاهرة القمر العملاق موضوعًا لمزيد من الدراسات والأبحاث الفلكية. من المتوقع أن يستمر العلماء في مراقبة هذه الظاهرة وتحليل تأثيرها على الأرض. يجب على المهتمين بمتابعة هذه الأحداث الفلكية الاطلاع على التحديثات والنشرات الصادرة عن المراصد الفلكية والمؤسسات العلمية المتخصصة.















