تشهد الشمس نشاطًا متزايدًا، حيث تُظهر التوقعات الفلكية احتمالية حدوث عواصف شمسية خلال الأيام القليلة القادمة. وقد رصدت المراصد الفلكية نموًا في المناطق النشطة على سطح الشمس، مما يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض. هذه التغيرات الشمسية قد تؤثر على الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات، وتزيد من فرص ظهور الشفق القطبي.
توقعات بزيادة النشاط الشمسي
أظهرت بيانات من مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا ومرصد الشمس والغلاف الشمسي نموًا تدريجيًا في عدد المناطق الشمسية النشطة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقد تم رصد توهجات شمسية من الفئة المتوسطة “سي”، والتي يمكن أن تتسبب في اضطرابات طفيفة في الاتصالات اللاسلكية عالية التردد. ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر يكمن في عودة مناطق شمسية قديمة نشطة.
عودة البقع الشمسية النشطة
تشير التوقعات إلى أن عودة بقع شمسية من الشهر الماضي، والتي كانت معروفة بنشاطها القوي، سترفع من احتمالية حدوث انفجارات شمسية أقوى من الفئة “إم” ابتداءً من يوم الأربعاء وحتى الجمعة. هذه الانفجارات، إذا كانت موجهة نحو الأرض، يمكن أن تتسبب في تأثيرات أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، ستتأثر الأرض برياح شمسية سريعة تصل سرعتها إلى حوالي 700 كيلومتر في الثانية، ناتجة عن ثقب إكليلي في الغلاف الجوي الخارجي للشمس. هذا الثقب الإكليلي سيؤدي إلى اضطرابات ملحوظة في المجال المغناطيسي للأرض.
تأثيرات محتملة على الأرض
من المتوقع أن تزيد سرعة الرياح الشمسية من فرص ظهور الشفق القطبي في المناطق الشمالية التي يزيد خط عرضها على 45 درجة شمالًا وجنوبًا. وهذا يعني أن سكان الولايات العليا من أمريكا وكندا ومعظم الدول الأوروبية والدول الإسكندنافية ودول شمال آسيا الوسطى وروسيا وشمال الصين قد يتمكنون من مشاهدة عروض الشفق القطبي خلال الليلة والليالي القليلة القادمة. الشفق القطبي هو ظاهرة جوية مميزة تحدث نتيجة تفاعل الجسيمات المشحونة من الشمس مع الغلاف الجوي للأرض.
يحذر العلماء من أن هذه الظروف الجوية الفضائية قد تؤثر على الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة والاتصالات اللاسلكية. قد تواجه الأقمار الصناعية صعوبات في الحفاظ على مداراتها، وقد تحدث تشويشات في إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). كما أن شبكات الطاقة الكهربائية قد تكون عرضة للاضطرابات.
الرياح الشمسية والمجال المغناطيسي
تعتبر الرياح الشمسية تدفقًا مستمرًا من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس. عندما تصل هذه الجسيمات إلى الأرض، فإنها تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات. تعتبر الثقوب الإكليلية مناطق في الغلاف الجوي الشمسي حيث يكون المجال المغناطيسي مفتوحًا، مما يسمح للرياح الشمسية بالتدفق بسرعة أكبر.
تعتبر مراقبة النشاط الشمسي أمرًا بالغ الأهمية لحماية البنية التحتية التكنولوجية على الأرض. تستخدم وكالات الفضاء والجهات الحكومية بيانات من المراصد الفلكية للتنبؤ بالعواصف الشمسية واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثارها. الطقس الفضائي (Space Weather) هو مجال علمي متخصص يركز على دراسة هذه الظواهر.
من المتوقع أن تعود الأوضاع تدريجيًا إلى الاستقرار مع نهاية الأسبوع الجاري. ومع ذلك، يجب الاستمرار في مراقبة النشاط الشمسي عن كثب، حيث أن الشمس تمر بمرحلة من النشاط المتزايد في دورتها الشمسية الحالية. ستستمر المراصد الفلكية في تقديم تحديثات منتظمة حول التطورات الجارية، ويُنصح بمتابعة هذه التحديثات من قبل الجهات المعنية.


