تعد المطبات الهوائية النوع الأكثر شيوعا من الاضطرابات الجوية، وغالبا لا يمكن اكتشافها بواسطة رادار الطقس، مما يجعل من الصعب تجنبها.

قالت دراسة جديدة إن رحلات الطيران أصبحت أكثر وعورة من ذي قبل، حيث تشير التحليلات إلى أن الاضطرابات قد زادت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم على مدى العقود الأربعة الماضية.

وفقا للباحثين فإن تغير المناخ هو السبب الرئيسي وراء زيادة اضطرابات الطيران.

وكشفت دراسة نشرت يوم 8 يونيو/حزيران الجاري بدورية “جيوفيزيكال ريسرش ليترز” (Geophysical Research Letters) أن بعض طرق الطيران الرئيسية في العالم عانت بالفعل من زيادة بنسبة 55% في مدة الاضطرابات الشديدة على مدى العقود الأربعة الماضية.

اضطرابات الطيران

يشير اضطراب الطيران إلى الحركة غير المنتظمة للطائرات، بسبب التغيرات في ضغط الهواء أو التيارات الهوائية، خاصة عندما تحلق الطائرة عبر نظام الطقس، أي التنقل بين الأجواء ذات الهواء البارد والساخن.

وعلى الرغم من أن الاضطرابات قد تكون مزعجة بالنسبة للركاب، إلا أن الطائرات الحديثة مصممة لتحمل حتى الاضطرابات الشديدة.

وأوضح الباحث الرئيسي للدراسة “مارك بروسر” أن الاضطرابات المتوسطة إلى الشديدة لا تؤثر في جسم الطائرة لكنها تسبب حركة اهتزازية تتسبب في قلق المسافرين، بالإضافة إلى تشكيل بعض المخاطر على الموجودين في كابينة القيادة.

وأضاف بروسر-وهو باحث الدكتوراه في علم الأرصاد الجوية بجامعة ريدنغ (University of Reading) البريطانية- أن الطيارين يعتمدون على أنظمة مراقبة الحركة الجوية ورادارات الطقس، وغيرها من المعلومات، لمحاولة تجنب المناطق المضطربة عندما يكون ذلك ممكنا.

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار بروسر إلى أن النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي جاءت بعد فحص البيانات المناخية -الفترة من 1979 إلى 2020- لتقييم كيفية تأثير الظروف الجوية على حدوث “المطبات الهوائية” (Clear-air turbulence) التي تمثل منطقة من الهواء المضطرب، غير مرئية للعين المجردة، تنتج عن اصطدام كتل من الهواء تتحرك بسرعات متفاوتة وعلى ارتفاعات عالية.

وتعد المطبات الهوائية النوع الأكثر شيوعا من الاضطرابات الجوية، وغالبا لا يمكن اكتشافها بواسطة رادار الطقس، مما يجعل من الصعب تجنبها.

تأثيرات تغير المناخ

نتيجة لتأثيرات تغير المناخ، زادت الاضطرابات في طرق الطيران الرئيسية شمال المحيط الأطلسي، أحد أكثر مسارات الطيران ازدحاما في العالم، إذ قفز إجمالي المدة السنوية للاضطرابات الشديدة بنسبة 55%، من 17.7 ساعة عام 1979 إلى 27.4 ساعة عام 2020.

وازدادت الاضطرابات المعتدلة بمقدار 37 ساعة، من 70 ساعة إلى 96.1 ساعة، خلال نفس الفترة، وفقا للدراسة.

كما شهدت طرق الطيران الأخرى، المزدحمة فوق أوروبا والشرق الأوسط وجنوب المحيط الأطلسي، زيادات كبيرة في الاضطرابات.

وتشير الدراسة إلى أن الاضطرابات تتزايد بدرجة تفوق توقعات النماذج المناخية للمستوى الحالي للاحترار العالمي.

plane air wind shear wing stall storm take off Glide Slope dangerous jet streams mountain waves cloud tropical cyclone fasten seat belt announcement sign Safety Go around tower

وأرجع بروسر هذه الزيادة في فرص حدوث الاضطرابات الجوية إلى التغييرات التي طرأت على التيار النفاث، أي تدفق الهواء بصورة أفقية وبسرعة عالية جدا في طبقة التروبوسفير.

وتؤدي درجات حرارة الهواء الأكثر دفئا، بسبب تركيزات ثاني أكسيد الكربون العالية، إلى تواتر حدوث ظاهرة “رياح القص” (windshear) ومن ثم زيادة حدوث الاضطراب.

وتعني رياح القص حدوث اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها بين نقطتين قريبتين من الغلاف الجوي.

ويتوقع المؤلف الرئيسي للدراسة أن تستمر ظاهرة الاضطرابات الجوية في التفاقم مع زيادة وتيرة تغير المناخ، وبالتالي زيادة الضغط على الطائرات وطول المسافات نتيجة لجوء الطيارين إلى تجنب مناطق الاضطراب قدر الإمكان، ومن ثم زيادة استهلاك الوقود وارتفاع تكاليفه.

وتحتاج شركات الطيران إلى التفكير في كيفية التعامل مع الاضطرابات المتزايدة، حيث إنها تكلف الصناعة ما بين 150 و500 مليون دولار سنويا بالولايات المتحدة وحدها، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة ريدنغ.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.