وثق علماء أستراليون رحلة استثنائية لسمكة “موراي كود”، أكبر أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة في أستراليا، والتي تواجه تحديات متزايدة بسبب التغيرات البيئية. هذه سمكة موراي كود، التي يمكن أن يصل طولها إلى أكثر من 1.8 متر ووزنها إلى 80 كيلوغرامًا، قطعت مسافة تقارب 900 كيلومتر عبر أنهار حوض موراي دارلينغ، مما يمثل اكتشافًا هامًا للباحثين وجهود الحفاظ على البيئة.

هذه الرحلة الطويلة، التي بدأت في عام 2022، كشفت عن قدرة هذه الأسماك على التكيف والتنقل في بيئات متغيرة، خاصةً بعد إزالة بعض الحواجز المائية خلال الفيضانات. وقد تم تتبع السمكة بواسطة جهاز استشعار صوتي دقيق، كجزء من برنامج أوسع لمراقبة أعداد هذه الأنواع المهددة بالانقراض.

رحلة سمكة موراي كود غير المسبوقة

بدأت هذه الدراسة في عام 2022، عندما قام معهد آرثر رايلاه للأبحاث البيئية بوضع أجهزة استشعار صوتية على حوالي 70 سمكة صغيرة. كان الهدف الأساسي هو مراقبة حركتها بعد انخفاض ملحوظ في أعدادها، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى نقص الأكسجين في الأنهار في عام 2016. هذه الأجهزة تتيح للباحثين تتبع السمك دون الحاجة إلى الإمساك به.

السمكة التي أطلق عليها العلماء اسم “آرني”، كانت في الرابعة من عمرها فقط، وبطول نصف متر ووزن 1.7 كيلوغرام عند وسمها. ولكن مع فيضانات عام 2022، تغير كل شيء. فقد ساهمت إزالة الحواجز المائية في فتح طريقين جديدين للسمكة، مما سمح لها بالتحرك بحرية عبر حوض موراي دارلينغ.

تأثير الفيضانات على حركة الأسماك

أشارت البيانات إلى أن الفيضانات كانت حاسمة في تمكين السمكة من هذه الرحلة الاستثنائية. فإزالة الحواجز المائية، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، سهلت عليها التنقل عبر الأنهار والجداول. هذا يشير إلى أهمية إدارة الموارد المائية بشكل يراعي احتياجات الحياة البرية.

أهمية هذه الاكتشافات

ويقول الدكتور زاب تونكين إن هذه النتائج غير مسبوقة، مضيفًا أن أطول مسافة سُجلت سابقًا لهذه الأنواع لم تتجاوز 160 كيلومترًا. كما أشار إلى أن هذه الرحلة الطويلة توفر نظرة ثاقبة حول مدى قدرة سمكة موراي كود على التكيف مع البيئات المتغيرة.

في المقابل، يرى الأستاذ بول همفريز أن هذه السمكة تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي النهري. وأضاف أن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة النظر في الطرق التي نتعامل بها مع الأنهار بأنظمتنا المائية، وتجنب بناء الحواجز التي تعيق حركة الأسماك.

بشكل عام، تحمل هذه الرحلة الطويلة لـ سمكة موراي كود رسالة مهمة حول أهمية الحفاظ على الأنهار وممرات المياه. ومن المتوقع أن يقوم معهد آرثر رايلاه بتحليل المزيد من البيانات التي جمعوها لتحديد العوامل الأخرى التي ساهمت في نجاح هذه السمكة في رحلتها، وفهم كيفية حماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض في المستقبل. سيتم نشر تقرير شامل بنتائج الدراسة في أوائل عام 2026، مما سيوفر معلومات قيمة لصانعي السياسات ومديري الموارد المائية.

شاركها.
اترك تعليقاً