توصل علماء إلى اكتشاف مثير في تايوان، حيث عثروا على أحفورة لقوقعة مياه عذبة تحتضن 5 صغار داخلها، مما يعد ثاني دليل على ظاهرة “الولادة الحية” النادرة في عالم القواقع. وقد تم توثيق هذا الاكتشاف في دورية “جيو-ديفيرسيتاس” ويعود تاريخه إلى الحقبة المبكرة من العصر البليوسيني، أي قبل نحو مليون عام.
تعتبر ظاهرة “الولادة الحية” في القواقع نادرة للغاية، حيث إن معظم القواقع تضع بيضها بدلاً من أن تنجب صغارها حية. وقد سبق أن تم توثيق هذه الظاهرة في عام 2021 في شمال ميانمار، عندما عثر العلماء على أحفورة لقوقعة أرضية تحتضن 5 صغار داخلها.
أهمية الاكتشاف
يكتسب هذا الاكتشاف أهمية كبيرة ليس فقط لأنه يوثق ظاهرة نادرة في عالم القواقع، ولكن أيضاً لأنه يوفر معلومات قيمة حول البيئات العذبة في تايوان خلال الحقبة البليوسينية المبكرة. كما أنه يشير إلى وجود جسر بري عبر مضيق تايوان خلال فترات الانحسار الجليدي، مما سمح بانتقال أنواع من القواقع بين القارة وتايوان.
ويقول الدكتور تشين هسيانغ لين من الأكاديمية الصينية إن “وجود قواقع المياه العذبة من تلك الحقبة في تايوان يشير إلى أن هناك جسرا بريا عبر مضيق تايوان خلال فترات الانحسار الجليدي قد سمح بانتقال هذه الأنواع بين القارة وتايوان”.
دلالات الاكتشاف على التنوع البيولوجي
يوضح الدكتور لين أن “هذه الحفريات القديمة تقدم لمحة نادرة عن الحياة في المياه العذبة قبل أكثر من مليون سنة، وهو ما يشكل خط أساس مهم يمكن للعلماء من خلاله مقارنة النظم البيئية القديمة بما نراه اليوم”. ويضيف أن “هذا الأمر له أهمية خاصة في ظل التهديدات الحالية التي تواجه التنوع البيولوجي في المياه العذبة، سواء من تدمير المواطن الطبيعية أو دخول أنواع غازية قد تغير توازن النظم البيئية، مما يجعل الحفاظ على هذه الموارد أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.
من المتوقع أن يستمر العلماء في دراسة هذه الحفريات لفهم المزيد حول تاريخ الحياة على الأرض وتأثير التغيرات المناخية على النظم البيئية. كما سيتم التركيز على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في المياه العذبة في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.















