اكتشاف نحلة جديدة في غرب أستراليا، تتميز بتركيبة فريدة من نوعها، يلقي الضوء على التنوع البيولوجي غير المستكشف في المنطقة. هذا الاكتشاف، الذي تم الإعلان عنه في 20 نوفمبر 2025، يثير اهتمامًا كبيرًا في مجتمع علم الحشرات ويؤكد على أهمية الحفاظ على الملقحات المحلية.

عثر الدكتور كيت بريندرغاست، الباحث في جامعة كيرتن الأسترالية، على هذه النحلة أثناء دراسة الزهرة البرية المهددة بالانقراض “ماريانثوس أكويلوناريوس” في منطقة غولدفيلدز بغرب أستراليا. تقع هذه المنطقة في سلسلة جبال بريمر، بين نورسمان وهايدن، وتشتهر بتنوعها البيولوجي الفريد.

اكتشاف نوع جديد من النحل: ميغاشيلي لوسيفر

تنتمي النحلة المكتشفة إلى جنس “هاكريابيس”، وهو تصنيف فرعي داخل جنس النحل قاطع الأوراق “ميغاكايل”. هذا الاكتشاف يمثل أول نوع جديد من هذه المجموعة يتم وصفه منذ أكثر من 20 عامًا، مما يجعله حدثًا علميًا هامًا. وقد تم توثيق الاكتشاف في دورية “جورنال أوف هايمينوبترا ريسيرش”.

تم تأكيد الاكتشاف من خلال تحليل الحمض النووي، المعروف باسم “تحليل الباركود”، والذي أظهر أن عينات الذكور والإناث تنتمي إلى نفس النوع وأن الحمض النووي لا يتطابق مع أي نوع معروف من النحل في قواعد البيانات العالمية. كما أكدت المقارنات مع عينات في المتاحف أن الشكل الخارجي فريد من نوعه.

أطلق الدكتور بريندرغاست على النحلة الجديدة اسم “ميغاشيلي لوسيفر”. اسم “لوسيفر” يعني “حاملة النور” باللاتينية، ولكنه يشير أيضًا إلى “الشيطان” بسبب النتوءات الصغيرة الشبيهة بالقرون على وجه النحلة الأنثى، والتي تعطيها مظهرًا مميزًا.

أهمية الاكتشاف للحفاظ على التنوع البيولوجي

يؤكد هذا الاكتشاف على أن الملقحات المحلية في أستراليا لا تزال غير مفهومة بشكل كامل، وأن هناك أنواعًا أخرى غير مكتشفة قد تكون موجودة، حتى في المناطق التي تمت دراستها جيدًا. الحشرات الملقحة تلعب دورًا حيويًا في صحة النظام البيئي وإنتاج الغذاء.

وجود النحلة والزهرة البرية المهددة بالانقراض في نفس الموطن المحدود يثير مخاوف بشأن الحفاظ عليهما. كلاهما قد يكون معرضًا للخطر بسبب أنشطة التعدين، وهي شائعة في المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرات تغير المناخ واضطراب الموطن. التنوع البيولوجي في هذه المنطقة حساس بشكل خاص.

التحديات والتهديدات التي تواجه النحل

تواجه النحل في جميع أنحاء العالم تحديات متزايدة، بما في ذلك فقدان الموائل، واستخدام المبيدات الحشرية، وتغير المناخ، والأمراض. هذه العوامل تؤثر سلبًا على صحة النحل وقدرته على تلقيح المحاصيل والنباتات البرية.

يقول الدكتور بريندرغاست إن فهم أنواع النحل الموجودة والنباتات التي تلقحها أمر ضروري لحماية هذه الحشرات والنظم البيئية التي تدعمها. يتطلب ذلك المزيد من البحث والرصد، بالإضافة إلى جهود الحفظ المستهدفة.

يتزامن توقيت هذا الاكتشاف مع أسبوع الملقحات الأسترالي، الذي يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الملقحات في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظام البيئي وإنتاج الغذاء.

من المتوقع أن تستمر جامعة كيرتن في إجراء المزيد من الدراسات حول هذا النوع الجديد من النحل، بما في ذلك تحليل سلوكه الغذائي ودوره في النظام البيئي المحلي. سيتم أيضًا تقييم حالة الحفظ الخاصة به لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير حماية إضافية. من المقرر نشر تقرير مفصل عن هذه الدراسات بحلول نهاية عام 2026.

شاركها.
اترك تعليقاً