تجربة عالمية: مشجعون أجانب يروون انطباعاتهم عن كأس العرب في قطر
تحولت كأس العرب في قطر إلى حدث رياضي وثقافي عالمي، لم يقتصر على التشجيع والمنافسة بين المنتخبات العربية فحسب، بل جذب أنظار محبي كرة القدم والسياح من مختلف أنحاء العالم. لم تكن الملاعب مجرد ساحات للعب، بل فضاءات للتفاعل والتعارف، تعكس الوجه الحضاري والثقافي لدولة قطر. الجزيرة نت التقت بعدد من المشجعين الأجانب الذين حضروا البطولة، لتوثق فرحتهم وانطباعاتهم عن هذه التجربة الفريدة، والتي تجاوزت حدود الرياضة لتشمل تبادل الثقافات وتعزيز الروابط الإنسانية. هذه المقالة تسلط الضوء على بعض هذه التجارب، وتستكشف كيف أثرت كأس العرب قطر في هؤلاء الزوار.
سحر الملاعب القطرية: أكثر من مجرد بنية معمارية
الملاعب التي استضافت كأس العرب لم تكن مجرد منشآت رياضية حديثة، بل تحولت إلى معالم جذب سياحي بحد ذاتها. تصميمها الفريد، وتجهيزاتها المتطورة، ونظافتها اللافتة، كلها عوامل ساهمت في ترك انطباع إيجابي لدى الزوار. ملعب لوسيل تحديدًا، الذي استضاف المباراة النهائية لكأس العالم 2022، كان محط أنظار الكثيرين، واستضاف مباريات حماسية في البطولة العربية.
خافيير من إسبانيا: لوسيل ملعب خرافي
بعد انتهاء مباراة السعودية وفلسطين في الدور ربع النهائي على ملعب لوسيل، التقينا بخافيير (33 عامًا) من مدينة بلباو الإسبانية. كان خافيير يبحث عن ابنه الذي كان يلتقط الصور بالقرب من مقاعد البدلاء للمنتخب السعودي. أبدى خافيير حماسه الشديد للتحدث عن تجربته في قطر.
“أنا من مشجعي أتلتيك بلباو، وقد قدمت إلى قطر للمشاركة في سباق الترايثلون الذي سيقام السبت المقبل. هذه أول مرة أزور فيها قطر، وفضلت حضور مباراة السعودية وفلسطين في ملعب لوسيل الذي سمعت عنه الكثير، وشاهدت فيه ميسي يتوج بطلاً للعالم.”
وأضاف خافيير: “إنه ملعب مذهل وخرافي. لقد حضرت مباريات عديدة في أوروبا، حتى في دوري أبطال أوروبا، لكنها لا تضاهي روعة هذا الملعب. التصميم، الإضاءة، وحتى الأجواء العامة، كلها عوامل تجعل هذا الملعب فريدًا من نوعه.”
لم يقتصر اهتمام خافيير على الاستمتاع بالمباراة فحسب، بل عبر عن دعمه للمنتخب الفلسطيني. “لدي أصدقاء من فلسطين، لذلك جئت لتشجيعهم. كما أننا في بلباو أقمنا مباراة خيرية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لما يحدث في غزة.”
واختتم خافيير حديثه للجزيرة نت قائلاً: “لم أتوقع دولة بهذه النظافة والجمال. الدوحة مدينة حديثة وجديدة بالفعل، وأنا مندهش جدًا.”
التضامن مع فلسطين: رسالة إنسانية من قلب كأس العرب
لم تكن كأس العرب مجرد بطولة رياضية، بل كانت منصة للتعبير عن التضامن مع القضايا الإنسانية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. العديد من المشجعين الأجانب عبروا عن دعمهم للشعب الفلسطيني، وارتدوا الأوشحة أو رفعوا الأعلام الفلسطينية في الملاعب.
صوفيا من روسيا: حب الشرق الأوسط وتضامن مع فلسطين
وسط الحشود المحتفلة في ساحة لوسيل، لفتت الانتباه مشجعة روسية تدعى صوفيا، كتبت على عنقها كلمة “قطر” وزينت يديها بالحناء. أوضحت صوفيا أنها قدمت من روسيا في عطلة شهرية، وأنها ليست شغوفة بكرة القدم، لكنها حرصت على حضور البطولة لأنها تحب الشرق الأوسط.
“أنا متضامنة مع فلسطين لأنني أعمل في سفارة فلسطين في جمهورية التشيك. طلبت من صديقتي الهندية المقيمة هنا أن تحني يدي… أحب الحناء كثيرًا.”
وعن تجربتها في قطر، قالت صوفيا: “استمتعت بالملعب والمباراة، وسأحضر مباراة الأردن والعراق والمباراة الترتيبية والنهائي.”
وفي ختام حديثها، طلبت صوفيا التعبير عن بعض الكلمات باللغة العربية، فابتسمت بخجل وقالت: “أنا درست العربية… مبسوطة أوي… أنا أتكلم مصري… شكرا لكم.”
قطر: وجهة سياحية صاعدة
أظهرت كأس العرب قدرة قطر على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وعلى جذب السياح من مختلف أنحاء العالم. البنية التحتية المتطورة، والفنادق الفاخرة، والمرافق الترفيهية المتنوعة، كلها عوامل ساهمت في جعل قطر وجهة سياحية صاعدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظافة والأمان اللذين تتمتع بهما قطر، يجعلانها خيارًا مفضلًا للكثير من السياح. العديد من الزوار أعربوا عن دهشتهم بالتطور الذي تشهده قطر، وبالكرم والضيافة التي يلقونها من الشعب القطري. السياحة في قطر شهدت دفعة قوية خلال فترة البطولة، ومن المتوقع أن تستمر في النمو في السنوات القادمة.
خاتمة: نجاح يتجاوز التوقعات
لقد كانت كأس العرب في قطر حدثًا ناجحًا بكل المقاييس، لم يقتصر نجاحه على الجانب الرياضي، بل امتد ليشمل الجوانب الثقافية والإنسانية. المشجعون الأجانب الذين التقينا بهم، عبروا عن انطباعاتهم الإيجابية عن قطر، وعن تجربتهم في البطولة. لقد أثبتت قطر مرة أخرى قدرتها على استضافة الأحداث العالمية، وعلى تقديم تجربة فريدة ومميزة للزوار. نتمنى أن تستمر قطر في تحقيق المزيد من النجاحات، وأن تظل وجهة مفضلة لمحبي الرياضة والثقافة من جميع أنحاء العالم. ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع أصدقائكم وعائلاتكم، والتعبير عن آرائكم حول تجربة كأس العرب في التعليقات أدناه.















